تقارير « البيان»

لبنان.. تكليف مشلول وانهيار في الأفق

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعادت الساعات الأخيرة في لبنان رسم معادلة تتمثّل في سباق مصيري وحاسم في محاولة جديدة لاختراق حكومي في اللحظة الحاسمة، بعدما بلغ اليأس من تشكيل الحكومة ذروة غير مسبوقة، أو مواجهة انفجار الوضع الاجتماعي بفعل ‏تساقط الأزمات فوق رؤوس اللبنانيين.

ومن بين طيات المعادلة، أحاديث عن أنّ ما يُخطّط له يتمثّل في الوصول بالوضع إلى حافة الأزمة والتأسيس عليها لتفريخ أزمات أخرى، بما يُنضج ظروف القرارات الكبرى. ووفق السيناريو المرسوم، يتأرجح ‎وضع لبنان ‏بين تأزيم يقف عند حدود، وتحضير الأجواء لإعادة الخروج من الأزمة، بعدما يستنفد مخطط ‏الانهيار السقف المرسوم.

وفي ظل إحياء الرهان على ‏محاولة محتملة لتأليف الحكومة، غداة عودة رئيس الوزراء المكلّف إلى بيروت، تتوقّع مصادر مطلعة، بقاء الحذر والتحفّظ في أعلى مستوياتهما، خشية انهيار جديد لأي محاولة أخرى لاختراق التعطيل، فيما ارتفع منسوب الكلام عن أنّ خيار التأليف لا يزال متقدماً على الاعتذار.

وفي انتظار الموقف المرتقب للحريري حول التشكيل، أو التمهيد للاعتذار، لا تزال الضبابية تسيطر على الوضع الحكومي، فيما لا يزال الداخل مثقلاً بمعلومات مفادها ألّا حكومة في المدى المنظور، وأنّ الترقّب قد يطول حتى نهاية العهد 31 أكتوبر، وسط حديث عن أنّ ما يجري قد يقود إلى ما يشبه مرحلة ما قبل 14 مارس 2005، مع فارق غياب القوى السياسية صاحبة الرؤية، والقادرة على بلورة تصور سياسي يمكنه تلقف الضغوط الدولية أو التماهي معها.

ويشير مراقبون، إلى أنّ السيناريو الأخطر، يتمثّل في الانزلاق نحو إدارة دولية للانهيار، حال استعصاء تشكيل حكومة جديدة واعتذار ‏الحريري، وربما نشوء أزمة تكليف أخرى عقب تداعيات الاعتذار المحتمل.

حسابات

في السياق، أشارت مصادر سياسيّة معنيّة لـ«البيان» إلى أنّ حسابات الاعتذار من عدمه لم تعد مرتبطة بحسابات الرئيس المكلف ‏الشخصيّة، بل أصبحت مرتبطة بسلسلة من الخيوط والخطوط العريضة المتشابكة سياسياً ‏وطائفياً، ذلك أنّ الحريري، يميل للاعتذار لأن المراوحة القائمة تجعل منه شريكاً في التعطيل، إلّا أنّه يتعامل مع الأمر من منطلقات متشعبة، إذ لا يستطيع القفز فوق تمنيات المجلس الشرعي الأعلى ‏ورؤساء الحكومات السابقين بعدم الاعتذار، ولا تجاهل رغبة حليفه الأوحد رئيس مجلس النواب، نبيه برّي بعدم ‏الإقدام على هذه الخطوة.

Email