اصطفاف ليبي حول الانتخابات و«الإخوان» تزرع العراقيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدّيات صعبة تعترض طريق العملية السياسية في ليبيا، على رأسها التوصل للقاعدة الدستورية لتنظيم الانتخابات المقررة أواخر ديسمبر المقبل. وقال رئيس المفوضية الوطنية العليا المستقلة للانتخابات، عماد السايح، إنّ المفوضية تعمل على تغيير الخطة العملياتية الخاصة بالانتخابات، مع استمرار العمل على أساس إجرائها في الموعد المقرّر.

وأضاف السايح: «كنا نأمل في استلام القاعدة الانتخابية مطلع يوليو، إلّا أنّ ذلك لم يحدث، لذا، قمنا بتغيير الخطة العملياتية لتنفيذ الانتخابات، واستبقنا بعمليات أخرى، مثل تحديث سجل الناخبين، وعدد من العمليات التي ليس لها علاقة بالقانون، غيرنا خطتنا لاستلام القانون إلى مطلع أغسطس المقبل، ونستطيع إجراء الانتخابات في موعدها، حال استلمناها في هذا التوقيت، القاعدة الدستورية أساس العملية الانتخابية، ولا نستطيع الانتقال إلى أي انتخابات، ما لم تكن لدينا قاعدة يتوافق عليها كل الليبيين».

بدورها، استبعدت مصادر مطلعة، التوافق على القاعدة الدستورية خلال الأيام القادمة. وأضافت المصدر في تصريحات لـ «البيان»، أنّ هناك من يراهن على تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، مثلما هناك من يراهن على تنظيم الانتخابات في موعدها، لافتة إلى أنّ المال السياسي الفاسد، والتدخل الخارجي، أفشلا اجتماع جنيف للحوار. وكشفت عن أنّ أطرافاً دفعت مبالغ متفاوتة لبعض المحاورين، لعرقلة الحوار، بما يقطع الطريق أمام الاستحقاق الانتخابي.

عراقيل

وأبانت المصادر، أنّ «الإخوان» وحلفاءها من أمراء الحرب وأباطرة الفساد، يعملون على تأجيل الانتخابات، خشية الهزيمة في صناديق الاقتراع، ويحاولون الدفع نحو تنظيم استفتاء على مسودة الدستور المرفوضة من قبل جل الليبيين، قبل الاستحقاق الانتخابي، مشيرة إلى أنّ «الإخوان» وحلفاءها، يعتمدون ازدواجية الخطاب مع المجتمع الدولي، بإظهار دعم خارطة الطريق والانتخابات في العلن، فيما يعملون سراً على عرقلة الحل السياسي، بما يحول دون التوصّل للقاعدة الدستورية.

مطالب

في الأثناء، تطالب أصوات بأن يقف الشعب الليبي موقفاً حازماً للدفاع عن حقه في اختيار حكامه وممثليه في الانتخابات، إذ دعا حزب المؤتمر الوطني الحر، كل الليبيين، الوقوف صفاً واحداً، لتحقيق تطلعاتهم في الوصول لانتخابات حرة ونزيهة، وفق مخرجات خارطة الطريق للمرحلة القادمة في ليبيا.

وشدد الحزب على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، باعتبار أنّ إجراء الاستحقاق الانتخابي، يضع الأسس السليمة لدولة القانون والمؤسسات والتداول السلمي للسلطة، مؤكّداً أنّ أي انحراف عن نهج الانتخابات، يمثل خيانة للوطن، وخذلاناً لليبيين في تحقيق طموحاتهم. وأبان الحزب أنّ إدخال البلاد في مزيد من المراحل المؤقتة، سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

بدورهم، أكّد أعضاء مجلس النواب وعمداء ومشايخ وأعيان البلديات في المنطقة الغربية، أنهم تابعوا عن كثب، ما حدث من فشل ذريع في الوصول إلى قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، مشيرين إلى أنّ هذا الفشل متعمّد، لإطالة أمد الأزمة الليبية، وتعميق الانقسام، وخذلان الشعب الليبي في إجراء الانتخابات، وفق خارطة الطريق.

Email