التفاهمات الفلسطينية الأمريكية.. بناء الثقة يسبق إطلاق المسار السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثر الحديث عن جهود أمريكية أوروبية عربية، وتفاهمات فلسطينية أمريكية، لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، لا سيما بعد المتغيّرات السياسية على الساحتين الأمريكية والإسرائيلية، وعودة الزخم العربي والدولي للقضية الفلسطينية.

وجلي أن الإدارة الأمريكية ظهرت منذ تسلّمها مقاليد البيت الأبيض، بمظهر الداعم والمؤيد لحل الدولتين، والحريص على إعادة العلاقات مع الفلسطينيين، وظهر هذا من خلال استئناف تقديم الأموال للسلطة الفلسطينية.

وفي آخر لقاء، ناقش الفريق الأمريكي مع مسؤولين فلسطينيين، عدداً من القضايا، وكان لافتاً أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، التقى الوفد الفلسطيني بشكل ندّي، الأمر الذي يرى فيه مراقبون، أنه تطور نوعي في العلاقة، وحدث سياسي مهم، وسيكون له تداعيات ومفاعيل إيجابية، حيال كيفية التعامل على المستوى الرسمي.

حضور سياسي
ويرى المحلل السياسي، حمادة فراعنة، أن الفلسطينيين قطعوا شوطاً مهماً في انتزاع حضورهم السياسي المستقل داخل أمريكا، ونجحوا في تشكيل عناوين مهمة لعملهم السياسي، من خلال النقابات والكنائس، ومؤسسات المجتمع المدني في واشنطن.

ولفت إلى أن الحضور الفلسطيني ليس وليد اليوم، بالنسبة للإدارة الأمريكية، إذ كان بارزاً خلال الانتخابات الأمريكية مساهمة الجالية الفلسطينية مع نظيرتها العربية، في نجاح مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، مشيراً إلى أن لقاءات مكثفة عقدت قبل الانتخابات، من أجل الأهداف المشتركة.

وناقش الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي له علاقات حسنة مع الإدارة الأمريكية، ملفات عديدة، حول التطورات في الأراضي الفلسطينية، وكان حاضراً بقوة، ملف التفاهمات الأمريكية الفلسطينية حول الملف السياسي، والبدء بإجراءات بناء الثقة بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، تمهيداً لإطلاق العملية السياسية.

وكانت الإدارة الأمريكية، أطلعت الفلسطينيين على رغبتها بتأجيل مفاوضات الحل السياسي، ريثما يستتب الأمر للحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تبدو بشكل ما غير متجانسة، كما توصف من قبل مراقبين، ولهذا، فقد اقترحت واشنطن أن يتم تقسيم العملية السياسية على مرحلتين، الأولى بإجراءات بناء الثقة، وقد تستغرق وقتاً طويلاً، والثانية بإطلاق المسار السياسي، الأمر الذي قوبل برضا فلسطيني.

Email