انتصارات الشرعية تسقط رهانات الحوثيين في مأرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسقطت مأرب رهانات ميليشيا الحوثي على الخيار العسكري، وإمكانية سيطرتها على المحافظة، وهي الرهانات التي حملتها على التعنّت ورفض خطة السلام الأممية. وفيما عملت الأمم المتحدة ووسطاء على تقريب وجهات النظر بين الحكومة الشرعية، والميليشيا، من أجل قبول الحوثيين بخطة وقف إطلاق النار، بعدما قبلت بها الشرعية، ذهبت الميليشيا نحو فتح معسكرات لتجنيد طلاب المدارس وحشد المقاتلين في جبهات غرب مأرب وشرق الجوف، في محاولة يائسة لإيهام الوسطاء بفشل مهمتهم، ومن ثم تنفيذ هجوم خاطف وكبير على مأرب يمكنها من دخول عاصمة المحافظة.

وعلى غرار خسارتها الرهان تلو الآخر منذ العام 2015 في السيطرة على مأرب، تفاجأت الميليشيا بحائط صد غير متوقع أشعل الأرض تحت أقدامها، لتمنى بهزائم نكراء في كل جبهات مأرب، ما حملها على قصف مدينة مأرب بصاروخين بالستيين أوقعا 13 مدنياً بين قتيل وجريح، فيما فشلت محاولاتها الدفع بتعزيزات جديدة إلى الجبهات بفعل الضربات التي تلقتها من الجيش اليمني وتحالف دعم الشرعية.

وأشارت مصادر سياسية يمنية، إلى أنّ الوسطاء طلبوا من زعيم الميليشيا التعامل إيجابياً مع دعوات المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، ووقف الهجوم على مأرب لما يترك من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني، وذكروه بموقف المجتمع الدولي من استعادة قوات الشرعية مدينة وموانئ الحديدة. وحذر الوسطاء الميليشيا من أنّ أي تعاط سلبي مع مطالب المجتمع الدولي سيتسبّب في الكثير من المعاناة للمدنيين، إلّا أنّ الميليشيا لم تصغ لصوت العقل وأصرّت على رهاناتها الخاسرة.

 

رهان خاسر

تراهن الميليشيا على دخول مأرب خلال شهر لتقبل بعدها وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي شكّل صدمة للمجتمع الدولي المدرك لعواقب هذه المواقف غير المسؤولة، فيما أتت التطورات الميدانية في جبهات غرب وشمال وجنوب مأرب لتؤكد خسارة الميليشيا للرهان بما منيت به من هزيمة نكراء، ولا تزال القوات الحكومية ومقاتلات تحالف دعم الشرعية، تلقن الميليشيا دروساً في مختلف الجبهات، بما يؤكّد أنّ مأرب ستكون بوابة السلام وستكسر شوكة الحوثيين وتجبرهم على العودة لطاولة الحوار.

 

انفتاح وحرص

طالما أعادت الحكومة اليمنية التأكيد على انفتاحها واستجابتها لكل الجهود الدولية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ومعالجة التداعيات الإنسانية، وتمسكها بوقف شامل لإطلاق النار، باعتباره أهم الإجراءات الإنسانية الواجب اتخاذها على الفور لإنهاء الحرب، والتحرّك نحو معالجة القضايا الإنسانية والسياسية والاقتصادية. ولم تنس الحكومة الشرعية التنويه للوقائع الواضحة التي تثبت عرقلة الحوثيين لجهود السلام الدولية وتفاقم الأزمة الإنسانية، بسبب استمرارهم في حصار المدن على غرار تعز، وانتهاك وقف إطلاق النار في الحديدة وتصعيد العدوان على مأرب.

تثبت الحكومة اليمنية يوماً بعد آخر الحرص والرغبة في تحقيق السلام المستدام للانطلاق نحو بناء اليمن القائم على الشراكة الحقيقية، وأن يسهم الدور الأوروبي في دعم جهودها لفرض السلام، بما يحقّق تطلّعات الشعب اليمني لتجاوز التحديات الراهنة التي فرضها الانقلاب الحوثي، وتوجيه الجهود نحو تطبيع الحياة واستئناف برامج التنمية وتقديم الخدمات، مشدّدة على أهمية استغلال الزخم الدولي الداعم للمساعي الدبلوماسية، وترجمته إلى واقع من خلال الضغط على الميليشيا وداعميها للاستجابة لصوت العقل وإنهاء الحرب.

Email