تقارير « البيان»

الشارع السوداني ينتصر على الأجندة التخريبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظل الشارع السوداني في حالة حراك متواصل منذ سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل من العام 2019، لمتابعة إنجاز أهداف ثورته التي دفع ثمناً باهظاً في سبيل إنجازها، فيما تعكف الحكومة الانتقالية جاهدة للتصدي لتحديات الانتقال وتخفيف وطأة التركة المثقلة التي ورثتها من نظام الإخوان، وما بين حراك الشارع ومجهودات الحكومة تتقاطع الأجندة الساعية لفرض إرادتها على إرادة قوى الثورة، من خلال استغلال تحركات الشارع لإجهاض الفترة الانتقالية.

ظهرت تلك الأجندة المتقاطعة بشكل واضح في التظاهرات السلمية التي شهدتها العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، إذ تباينت أهداف المتظاهرين ما بين داع لإصلاح الحكومة الانتقالية وتصحيح المسار عبر استكمال هياكل السلطة الانتقالية، وما بين تلك الأجندة الساعية لإسقاط الحكومة والتي التقت فيها لأول مرة أجندة الحزب الشيوعي السوداني وتنظيمات الإخوان التي لفظها الشارع السوداني بعد ثلاثة عقود أقعدت بالبلاد وأدخلتها في أتون العزلة الدولية.

ذكرى مهمة

ويؤكد القيادي بالمؤتمر السوداني نور الدين صلاح الدين في تصريح لـ«البيان» أن الحراك الذي ينتظم الشارع السوداني يحمل بين طياته عدداً من الأجندات، ولفت إلى أن لكل طرف شارك فيه أجندته الخاصة يعمل لأجلها، وقال إن هناك أطرافاً تنظر لهذا اليوم باعتباره يمثل ذكرى مهمة في تاريخ السودان الحديث باسترجاع ما حدث في الثلاثين من يونيو في العام 2019 بعد أحداث فض الاعتصام.

وأضاف صلاح الدين: «هناك أطراف أخرى تحمل أجندة منها ما يتعلق بالدعوة إلى إصلاح مسار الفترة الانتقالية سواء على المستوى السياسي أو المستوى التنفيذي وما تقوم به أجهزة الدولة من مهام فهذه تمثل فرصة لتقديم صوت ناقد للحكومة وهذا أمر طبيعي وعادي، أما الأجندة غير السليمة فهي تعمل لأجلها فلول وبقايا النظام المخلوع فهي تحاول استغلال مثل هذه التجمعات السلمية في تحقيق وتمرير أجندتها التخريبية».

انتشار أمني

فيما يرى المحلل السياسي أشرف عبدالعزيز في حديث لـ«البيان» أن يوم الثلاثين من يونيو يحمل ذكرى ذات أبعاد لطرفين في الساحة السياسية السودانية، إذ تمثل لحزب المؤتمر الوطني المحلول ذكرى انقلابه في الثلاثين من يونيو عام 1989، وأيضاً هو يوم نزع السلطة من قبل القوى الثورية من الرئيس المخلوع، وبالمقابل هناك قوى ترى أن ذكرى هذا اليوم من المفترض أن تتحقق فيها مطالب الثورة، وكانت ترى أن ذلك ممكن عبر الإصلاح ولكنها تراجعت وتنظر للحكومة باعتبارها أصبحت عاجزة وينبغي إسقاطها وهذه القوى ممثلة في الحزب الشيوعي السوداني، وتابع عبدالعزيز: «ومن المفارقة أن الذين ينادون بالإسقاط هم يختلفون تماماً وتتقاطع أيديولوجياتهم، ولا يتفقون حول التنسيق والرؤى».

غير أن أشرف عبدالعزيز يرى أن الحكومة استبقت ذلك بتواجد أمني كثيف واستطاعت السيطرة على الشارع وتفريق المتظاهرين، خاصة أولئك المنتمين للنظام المعزول بعد أن قامت بإجراءات محكمة سبقت تواجدهم، بل كانت تترقب تحركاتهم منذ الأمس، واستطاعت السيطرة على الأوضاع على الأرض.

Email