لا تزال قضية مقتل الناشط السياسي، نزار بنات، «مقيمة الدنيا وشاغلة الناس»، بما تلقي به من ظلال قاتمة على المشهد السياسي الفلسطيني. ويزداد اليقين في الساحة الفلسطينية، بأنّ أي تباطؤ في الكشف عن ملابسات مقتل بنات الذي هزّ الوجدان الفلسطيني، أو أي محاولة للتغطية على الجريمة وعدم محاسبة الجناة، ستدخل المشهد في دوامة جديدة من شأنها المساس بالنسيج الاجتماعي، فضلاً عن أنّ غياب المساءلة والردع، من شأنه تأجيج مشاعر الغضب وزيادة الاحتقان.

غياب الجدية

يلفت مراقبون إلى غياب أي خطوات جادة من قبل السلطة الفلسطينية في التعامل مع جريمة مقتل بنات بما تستحق من معالجة، بما يضمن عدم تكرارها مستقبلاً، لاسيّما وأنّ الساحة الفلسطينية في غنى عن أي خلافات أو انقسامات وفوضى جديدة، على حد قولهم.

ولا تزال الاحتجاجات مستمرة وبزخم كبير، إذ يطالب المتظاهرون بنشر نتائج مقتل بنات ومحاسبة الجناة، مشيرين إلى أنّ الأهم في هذه المرحلة التفرّغ لما هو أعظم في مستقبل القضية الفلسطينية. ويطالب الكثيرون في الوقت نفسه، بضرورة العودة للانتخابات العامة، باعتبارها السبيل الوحيد لتجديد ممثلي الشعب الفلسطيني، وإرساء الديمقراطية، بما يقود لمستقبل أفضل ويشعل الضوء في آخر النفق.

ويرى الكاتب الصحافي حمدي فرّاج، أن الوقت قد حان لجهد مكثف للخروج من النفق المظلم وإرساء الحريات العامة في الحياة الفلسطينية، وتحريم الاعتداء عليها، فضلاً عن تحريم الدم الفلسطيني، وحل الخلافات بشكل سلمي وحضاري. وأوضح فراج، أنّ الحزن يعتصر قلوب الفلسطينيين للوضع المزري الذي خلّفه مقتل الناشط نزار بنات، مضيفاً: «بنات قال ولم يفعل شيئاً ضد السلطة، هل يكون الرد على من قال بالضرب حتى الموت»؟!

خطوة منقوصة

وتفاعل الشارع الفلسطيني مع تصريحات الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، ومفادها أنّ حزبه لا يمكنه الاستمرار في حكومة غير قادرة على حماية الحريات وصون الحقوق الديمقراطية والاجتماعية، وغير قادرة على محاسبة المتسببين في مقتل بنات، وغيرها من القضايا التي لا تقل أهمية، في خطوة اعتبرها مراقبون منقوصة وغير كافية. وأكّد الكاتب والمحلل السياسي، محمد النوباني، أنّ موقف الصالحي لا يكتمل سوى بإعلان انسحاب ممثل حزب الشعب، وزير العمل نصري أبو جيش، من الحكومة.