الحزب الاتحادي في السودان.. العودة بعد غياب وانقسام

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل غياب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل عقب التغيير الذي أطاح بالرئيس عمر البشير فراغاً سياسياً واسعاً في الساحة السودانية، وظل حزب الحركة الوطنية الذي تقسم وأصبح جزراً منعزلة خلال العقود الثلاثة الماضية بعد أن طالته يد التخريب كغيره من الاحزاب نتيجة لسياسة (فرق تسد) التي انتهجتها دولة الأخوان ضد خصومها السياسيين.

وبعد عامين من سقوط البشير بدأ الحزب العجوز في لملمة أطرافه، ربما للعب دور ما خلال المرحلة الانتقالية المترنحة بسبب الخلافات التي نهشت عظم مكونات حاضنتها السياسية، إذ يمثل الحزب الاتحادي الديمقراطي ثاني أكبر الاحزاب السودانية الطائفية بعد حزب الأمة القومي، وظل طوال عمر الدولة الوطنية في البلاد فاعلاً رئيسياً في الحياة السياسية في البلاد مستندا الى أرث تاريخي كبير، وشعبية واسعة قوامها طائفة الختمية المنتشرة في غالبية مناطق البلاد.

وفي خطوة لاقت الترحيب من قيادة السلطة الانتقالية في السودان ولامست أشواق قواعد الحزب، انهت مجموعة من فصائل الحزب القطيعة فيما بينها ووقعت على ميثاق للوحدة من جديد، وشملت الفصائل المتحدة كل من «الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بقيادة محمد عثمان الميرغني، الحزب الاتحادي الديمقراطي، الحزب الاتحادي الديمقراطي الشرعية الثورية بقيادة الشريف صديق الهندي، الحركة الاتحادي بقيادة عبد الوهاب خوجلي، التيار الاتحادي الحر بقيادة عبد الرحيم عبد الله، تيار ابناء الجزيرة بقيادة فتح الرحمن البدوي، الاتحادي الديمقراطي الهيئة القيادية».

وقال نائب رئيس الحزب الاتحادي الاصل جعفر الصادق الميرغني وهو نجل زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني المقيم لفترة بالقاهرة إن رئيس مجلس السيادة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، أعلنا تأييدهما لوحدة خط الحزب الاتحادي الديمقراطي، وأعلن العودة والالتئام للفصائل المنشقة تحت مسمى «الحزب الاتحادي الديمقراطي»، وأكد ان عودة فصائل الحزب للوحدة تحت لواء الحزب الواحد كان هدفا وغاية من اجل وحدة وبناء كيان الوطن والحفاظ عليه من الانقسام والتشظي.

وظل الحزب السوداني العريق لأكثر من خمسة عقود تحت زعامة محمد عثمان الميرغني الذي ورثه من الزعيم السوداني اسماعيل الازهري في العام 1967، فكل الانشقاقات التي حدثت داخل الحزب الاتحادي الاصل بحسب مراقبون هي بسبب بقاء الميرغني في سدة القيادة دون ان يعقد الحزب مؤتمره العام منذ ذلك التاريخ.

Email