السوريون يعيشون نصف حياة في أقدم العواصم

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من أن الأراضي السورية اتسعت على ساكنيها، بوجود ما يقارب سبعة ملايين مهجّر خارج البلاد، إلا أن هذه الأراضي بما فيها من ثروات وإمكانات لم تعد قادرة على سد حاجة المدنيين، فيما تعجز البنية التحتية التي دمرتها الحرب عن تلبية حاجات 18 مليوناً وفق إحصاءات الحكومة.

في دمشق على سبيل المثال، ثمة أزمات اقتصادية ومعيشية لم تتمكن قطاعات الدولة من حلها، وهي تعترف بأنها عاجزة بسبب ما آلت إليه الأمور في البلاد. وحتى المناطق التي عاد إليها السكان لم تعد قابلة للحياة بالشكل الاعتيادي في ظل غياب كل الاحتياجات الطبيعية من كهرباء وماء ومواصلات.

المرة الأولى في تاريخ دمشق، تعيش المدينة أزمة في النقل، إذ توقّفت العديد من المواصلات الخاصة بسبب الضغط على المحروقات غير المتوافرة، وأول مرة أيضاً في تاريخ دمشق الحديث، يتم التأقلم مع نقص الخبز، في حين كانت سوريا تشتهر باحتياطاتها من القمح.

ماء وكهرباء

يروي أحمد العساف من مدينة حمص وهو طالب جامعي في دمشق، أن الذهاب إلى الجامعة بات أمراً صعباً ويخضع للتفكير مسبقاً، في ظل غياب المواصلات العامة وصعوبة الحصول عليها، وخاصة أن تكلفة الذهاب إلى الجامعة في التكسي باهظة، ولذلك اختار الذهاب نصف أيام الأسبوع تجنباً للازدحام وكذلك بسبب غياب المواصلات في معظم الأحيان.

أما الكهرباء في هذه العاصمة التاريخية، فهي تُحسب بالساعات ويتّجه أصحاب المنازل فور وصول الكهرباء إلى شحن البطاريات (وهي اختراع سوري محلي)، يتم من خلاله تخزين الطاقة الكهربائية لاستخدامها بعد الانقطاع. كما أن المياه التي كانت تغذي دمشق من خلال الأنهار السبعة، وبينها نهر بردى الشهير، لم تعد كافية بالحد الأدنى للأهالي الذين يترصدون اللحظات التي تصل فيها المياه إلى الصنابير من أجل التخزين أيضاً على طريقة الكهرباء، لتغطية ساعات الانقطاع.

يقول موسى الخياط، من سكان ريف دمشق نحن نفتقد لقضايا واحتياجات ما قبل أولية، هل يعقل أن ننتظر ساعات الكهرباء والمياه، أما بالنسبة للمحروقات ومنها البنزين والمازوت والغاز، فقد باتت أكثر من صعبة للحصول عليها.. هنا نصف حياة في دمشق، وما زالت الحرب على السوريين مستمرة بوجه آخر.

Email