مبادرة «استقرار ليبيا» على طاولة «برلين 2» الأربعاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينطلق في ألمانيا بعد غدٍ الأربعاء مؤتمر «برلين 2» الهادف إلى تقييم التقدم الذي تم إحرازه في إعادة السلام إلى ليبيا منذ مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي عقد في 19 يناير 2020. وسينصب تركيز المؤتمر على الاستعدادات للانتخابات الوطنية، المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل، وعلى «سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وفقاً لوقف إطلاق النار». وفي الوقت ذاته، سيتم اتخاذ خطوات لتوحيد القوات الأمنية والعسكرية الليبية، وفق الخارجية الألمانية.

وسيشارك رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة في المؤتمر الذي ستشرف عليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ويشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن طريق الفيديو، فيما يمثل مبعوثه الخاص يان كوبيتش في قاعة الاجتماع.

من جهتها، أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن سيشارك في المؤتمر ضمن جولة أوروبية، وهو ما يراه فيه مراقبون إصرار الولايات المتحدة على توجيه رسائل مباشرة بخصوص موقفها الحازم من ضرورة تنفيذ الاتفاقين العسكري والسياسي، ولا سيما المتعلقة بإجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة التي قدرت الأمم المتحدة عددها بـ 20 ألف مسلح أجنبي.

ووفق وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، سيتم إطلاق مبادرة «استقرار ليبيا» بهدف إيجاد طريقة عملية لتطبيق مخرجات مؤتمري «برلين 1 و2» وقرارات مجلس الأمن الأخيرة، وهي مبادرة تهدف للتعامل مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد المغاربي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة لمناقشة أهداف المبادرة والتي منها وقف إطلاق النار وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد المؤسسة العسكرية. وقالت «هذه بالنسبة لنا مرحلة تاريخية وحاسمة تستدعي الكثير من العمل الدؤوب والاجتماعات الجانبية من أجل دعم القضية الليبية»، مشيرة إلى أن ليبيا كانت غائبة عن الساحة خلال مؤتمر «برلين 1» الذي، فيما كان المجتمع الدولي هو المتصدر ويتخذ القرارات بالنيابة عنها، وفق تعبيرها. من جهته، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي اللواء خالد المحجوب، إن الداخل الليبي وكذلك المجتمع الدولي يراهن على اجتماع «برلين 2» لتحريك الملف والوصول إلى توافق حقيقي حوله.

على صعيد آخر، يتمثل التحدي الرئيسي للمؤتمر في ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي وعدت بها حكومة الدبيبة بتنظيمها في موعدها المحدد من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فيما لا تزال هناك شكوك حول الإرادة الحقيقية لبعض القوى السياسية ومنها جماعة الإخوان وحلفاؤها لإجراء هذه الانتخابات.

وفي خطوة استباقية، قرر المجلس الوزاري الأوروبي، تعديل نظام عقوباته المعمول به حالياً في الملف الليبي، آخذاً بعين الاعتبار تطورات الوضع في البلاد، بما يفتح الباب أمام الأوروبيين لفرض عقوبات مستقبلية على شخصيات وهيئات ليبية تتهم غربياً بالقيام بتصرفات تعرقل إجراء انتخابات بنهاية العام الجاري.

إلى ذلك،أكد رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، وجود توافق مع مصر بشأن ضرورة إحلال السلام في ليبيا وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وشدد، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في القاهرة، على أهمية تفكيك الميليشيات في ليبيا. من ناحيته، قال السيسي، إن هناك توافقاً مع اليونان، على دعم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المرتقب قبل نهاية العام الجاري.

Email