يخوض امتحان الثانوية العامة في عمر الـ64

ت + ت - الحجم الطبيعي

التحدي والصبر والشجاعة والاجتهاد وبر الوالدين كلها صفات اجتمعت في الستيني من أصحاب الهمم مقناعي كمال الدين الذي ينحدر من ولاية «محافظة» عنابة (600 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائرية).

رحلة طويلة وإصرار كبير على مواصلة تعليمه رغم ظروفه التي قرر أن يتحداها وأن يثبت أنه مثل أي طالب يستطيع أن يذاكر ويتفوق وأن يدق أبواب الجامعة وأن الإنسان مهما بلغ من العمر فهو بحاجة لمزيد من العلم والمعرفة التي سيحتاجها في حياته أو ينقلها بدوره للأجيال القادمة.

كمال الدين المولود في 06 أغسطس 1957 بالولاية ذاتها يعرف عنه الصبر وبر الوالدين إذ يشهد له الجميع بذلك ورغم حالته الصحية إلا أنه كان يعتني بوالدته المقعدة سنوات طويلة فكان بحق ذلك الابن البار بها إذ يسارع للعودة إلى البيت بمجرد خروجه منه لقضاء أي حاجة ضرورية وأحياناً كثيرة كانت أمه التي تتألم تصرخ في وجهه إلا أنه يرد عليها بـ«سامحيني يا أمي» ويسارع على الفور لتقبيل يدها وظل كمال الدين يعتني بها إلى أن فارقت الحياة ليظل في ذلك البيت الواسع القاطن في منطقة «لاكولون» بعنابة لحاله ليدخل في حالة نفسية صعبة إذ كانت أمه كل شيء في حياته إذ كانت بمقام الأكسجين الذي يتنفسه غير أنه ومع مرور الزمن قرر كمال الدين استئناف رحلته العلمية حتى توجها بدخوله اليوم الأحد امتحان الثانوية العامة أو ما يسمى في الجزائر امتحان «البكالوريا».

يرى كمال الدين أن رضا والدته عليه كان السبب الأول وراء نجاحه في استمرار مسيرته التعليمية ووصوله إلى هذا اليوم هو اعتناؤه بوالدته المقعدة التي كانت دائماً تدعو له بينما لقي تشجيعاً كبيراً من أفراد أسرته ولا سيما من شقيقته دليلة وزوجها مراد عبيد وولديهما أنيس ونجمة الذين كانوا يحضونه على مواصلة تعليمه.

دخل كمال الدين امتحان «البكالوريا» بلا مركب نقص وهو كله آمال أن يجتاز هذا الامتحان ويدخل الجامعة من أبوابها الواسعة ليواصل رحلته العلمية ويتمنى كمال أن يصبح مثل شقيقته دليلة وأن يحصل مثلها على شهادة الأستاذية.

يشار إلى أن امتحانات الثانوية العامة في الجزائر انطلقت اليوم الأحد وتجرى الامتحانات في ظروف استثنائية بسبب فيروس كورونا (كوفيد 19).

وأكدت الحكومة الجزائرية إلزام مؤطري الامتحانات تنفيذ البروتوكول الوقائي الصحي الخاص بمراكز الإجراء داعية الجميع إلى التحلي بالحيطة والحذر لاجتياز الامتحانات المدرسية في أحسن الظروف.

Email