تحليل

انتخابات العراق وعُـقدة المحاصصة التي تعيق التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية يبرز للواجهة الحديث عن التحالفات السياسية، حيث بدأت الكتل السياسية في ترتيب أوراقها السياسية وتنظيم شكل تحالفاتها واختيار من يمثلونها في مجلس النواب القادم، بإطلاق شعارات عن الوحدة الوطنية ورفض الطائفية والمحاصصة، إلا أن الجميع لم يتخلّـص بعدُ من عُـقدة المحاصصة في التّعبئة الانتخابية بما يحفظ لها امتيازاتها السياسية في ظل قانون انتخابي جديد، فهل سيكون الجذب الطائفي هو المهيمن على الانتخابات المقبلة كما في الانتخابات السابقة؟

صحيح أن العراق في عهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بات أفضل من الحِقب السابقة بإقرار تحسّن في الوضع العام العراقي إلا أن الأمل بالتغيير من خلال الانتخابات المقبلة مستبعد بالرغم من أن النظام الانتخابي الحالي مختلف تماماً عن الأنظمة الانتخابية السابقة، لأن التصويت فيه فردي على مستوى الدوائر الانتخابية، حيث ألغى معادلة «سانت ليغو» في توزيع الأصوات، إذ سيكون الفائز هو مَن يحصل على أعلى الأصوات دون أن يذهب فائض الأصوات لمرشحين آخرين في ذات الحزب أو التحالف الانتخابي. لكن القوى التي تستمد شرعيتها من الحراك الشعبي من الصعب عليها أن تنافس القوى المهيمنة، في وجود الطائفية المؤثرة على نتائج الانتخابات قائمة، والتي تطيح، بالضرورة، بمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين.

إقناع الناخبين

وتسعى القوى التي ترفع شعار تشرين، إلى تقديم نفسها للعراقيين بهدف إقناع الناخبين والحصول على تأييد لحجز مقاعد في السلطتين التشريعية والتنفيذية بالاستفادة من نظام الانتخابات الجديد، ولكن التأثير غالباً ما سيكون محدوداً مع سطوة الأحزاب التقليدية، حيث ستنحصر المنافسة بين تحالفي تقدم بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي والذي يضم في عضويته شخصيات وزارية ونيابية وعشائرية، والعزم الذي يتزعمه خميس الخنجر والمكون من ثمانية أحزاب.

فيما يراهن التحالف السياسي الجديد بقيادة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورئيس ائتلاف عراقيون عمار الحكيم أطلق عليه «تحالف قوى الدولة الوطنية» على اكتساح الانتخابات، كما أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير تشكيل تحالف انتخابي موحد للمشاركة بقائمة واحدة في الانتخابات المقبلة لفرض الحضور الكردي في الانتخابات.

مرشح تسوية

للإشارة فقد قرر الكاظمي عدم خوض الانتخابات على الرغم من أنه كان راغباً في الدخول بقائمة تضم مجموعة قوى سياسية وهو يراهن على أن يطرح كمرشح تسوية لرئاسة الوزراء لولاية ثانية، لاسيما أن الشارع العراقي يثق في حكومته التي ستدير الانتخابات ولن تسمح لاستخدام مؤسسات الدولة وإمكاناتها في السباق الانتخابي.

Email