السودان .. قوات مشتركة لحسم التجاوزات وفرض هيبة الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي
خلال العامين الماضيين شهدت العديد من المناطق في السودان حوادث أمنية راح ضحيتها العشرات سواء كانت نزاعات قبلية أو عمليات نفذها خارجون عن القانون استغلوا حالة الهشاشة الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد.
 
ولم تسلم العاصمة الخرطوم مركز الحكم ومقر تواجد كل القوات النظامية، من تلك الأحداث. لا سيما بعد وصول أرتال من المسلحين التابعين للفصائل المسلحة التي انضوت في عملية السلام، الأمر الذي مثل مصدراً للمخاوف في الأوساط السودانية.
 
ولحسم تلك التفلتات التي باتت تشكل هاجساً مشتركاً لجميع لمكونات الحكم الانتقالي أصدر النائب الأول لرئيس مجلس السيادة في السودان رئيس لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلام محمد حمدان دقلو قراراً بتشكيل قوة مشتركة لحسم التفلتات الأمنية في العاصمة والولايات وفرض هيبة الدولة، وكلف القرار عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا بتشكيل القوة المشتركة من القوات المسلحة، قوات الدعم السريع، قوات الشرطة، جهاز المخابرات العامة، ممثل النائب العام، ممثلين لأطراف العملية السلمية.
 
فرض هيبة الدولة
 
وتتمثل أبرز مهام واختصاصات القوات المشتركة في وضع تصور متكامل لخطة حسم التفلتات الأمنية وفرض هيبة الدولة في العاصمة والولايات، وإلزام أطراف العملية السلمية بضبط وحسم منسوبيهم وتحديد أماكن تجمعهم، ومنع التجنيد غير القانوني واللوحات المرورية المخالفة، على أن تتحرك القوات المشتركة برفقة النيابة العامة، ومنح القرار القوات المشتركة الحق في طلب الدعم بالقوات أو السلاح أو المعينات اللوجستية الأخرى من المركز.
 
خطوة مهمة
 
ووصف كبير مفاوضي قوى تجمع تحرير السودان وعضو المجلس القيادي للجبهة الثورة إبراهيم زريبة لـ«البيان» تشكيل القوات المشتركة بالخطوة المهمة لترسيخ عملية الأمن وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية.
 
وأكد أن هناك حاجة كبيرة وملحة لتشكيل تلك القوات لا سيما في إقليم دارفور لحسم التفلت وفض الصراعات القبلية، ولفت إلى أن هناك انفلاتاً أمنياً الآن في ولايتي غرب وجنوب دارفور، نتيجة للنزاعات القبلية التي دائماً ما تصاحبها انتهاكات إنسانية، بجانب أن هناك متفلتين استفادوا من أجواء الحرب في تنفيذ جرائمهم، وأكد زريبة القوات المشتركة ستسهم بشكل كبير في عملية جمع السلاح من أيدي المدنيين وتقنين حمله.
 
خطوة استباقية
 
وأكد المتحدث السابق باسم الجيش السوداني العميد متقاعد الصوارمي خالد سعد لـ«البيان» أن تشكيل القوات المشتركة خطوة استباقية لمواجهة أي تفلت متوقع، كما لفت إلى أن الخطوة ينظر لها أيضاً بأنها إشراك للمجموعات المنضمة للعملية السلمية في عملية حفظ الأمن وحسم التفلتات عبر أدوار عملية.
 
وأكد سعد أن القوات المشتركة يمكنها الإسهام في حسم التفلتات لا سيما الناتجة عن النزاعات القبلية، ونوه إلى أن القوات المشتركة ليست بديلاً لقوات يوناميد التي انسحبت من دارفور مؤخراً، باعتبار أن هذه القوات معنية بحسم التفلتات في كل ولايات البلاد وليست محصورة في إقليم بعينه كما هو الحال لقوات يوناميد المعنية بحفظ الأمن في دارفور فقط، ويرى أن المهمة الأساسية للقوات المشتركة تتمثل في مراقبة قوات الفصائل المسلحة التي دخلت في عملية السلام وضبط أماكن تواجدها، ومنعها من عمليات التجنيد العشوائي.
 
Email