اتحاد الشغل في تونس: الغنوشي سبب البليّة

«لا» إخوانية للحوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجّه الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس، انتقادات لاذعة وغير مسبوقة، إلى رئيس البرلمان، وزعيم حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي، متّهماً إياه بأنه «سبب البليّة في البلاد»، في وقت أبلغت حركة النهضة، الرئيس التونسي قيس سعيّد، رفضها للحوار الذي دعا إليه.

وجاء موقف الاتحاد، رداً على تصريحات للغنوشي، قال فيها إن الموظف التونسي يعمل ربع ساعة في اليوم، ويتقاضى راتب ثماني ساعات، وأكد أن تونس لن تتقدم بالإضرابات في القطاعات العامة والخاصة، وإنما بالعمل، ملمّحاً في ذلك إلى الاتحاد العام التونسي للشغل.

ونقل عن الأمين العام للاتحاد، نور الدين الطبوبي، تعليقاً أدلى به لإذاعة «شمس إف إم»، أمس، موجهاً خطابه إلى الغنوشي: «الذي تحدث على ربع ساعة عمل، أقول له، أنت لم تشتغل دقيقتين في حياتك»، داعياً الجميع إلى احترام أنفسهم، لاسيما من لا يستطيع تقديم أي شيء للبلاد، والابتعاد عن المهاترات والغوغائية، في إشارة إلى الغنوشي، الذي قال إنه سبب البلية.

بدوره، رد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي، سامي الطاهري، على الغنوشي، بطريقة غير مباشرة، وقال في تدوينة كتبها على صفحته بموقع «فيسبوك»، تحت عنوان «الشيطان ينهى عن المنكر»، قال فيها إنه «لولا عرق العمال، وجهد الموظف، وساعات من العمل المضني الشبيه بالأشغال الشاقة، لما وصلك راتبك في البرلمان لقمة باردة، وأنت جالس لا تفعل شيئاً، ولولا الإضرابات، لأكلتم حقوق التونسيين».

رفض الحوار

وكانت حركة النهضة، أعلنت الأربعاء، رفضها المشاركة في حوار وطني، دعا إليه الرئيس قيس سعيّد، بهدف تغيير النظام السياسي والانتخابي للبلاد، وقالت إنها «وجهة نظر لا تتفق معها»، ودعت إلى حوار تقتصر أجندته فقط على الملفين الاقتصادي والاجتماعي.

وقالت النهضة، إن الرئاسة التونسية تشرف على أي حوار وطني، ولكن لا تحدّد أجندته، وذلك في سياق رفضها لمبادرة التغيير السياسي.

وأثارت دعوة الرئيس التونسي إلى إجراء حوار، من أجل إدخال تعديلات على القانون الانتخابي، وإصلاحات على الدستور الحالي، ردود فعل تباينت بين الرفض والقبول، وسط جدل تصاعدت فيه حدة السجال بين الفرقاء السياسيين.

ورفضت «النهضة» دعوة الحوار، معتبرة أن «مؤسسة الرئاسة مشرفة على الحوار، لا على أجندته». ونقل موقع «مرصد شمال أفريقيا»، عن المستشار السياسي لرئيس الحركة رياض الشعيبي، قوله إن «تأكيد سعيّد على ضرورة أن يفضي الحوار الوطني إلى تغيير سياسي في البلاد، وجهة نظر لا نتفق فيها معه»، مشيراً إلى أن «الرئاسة فوق الأحزاب والكتل البرلمانية، وهي المشرف على هذا الحوار، دون أن تحدد له جدول أعماله، ولا كيفية إدارته».

يذكر أن العلاقات بين سعيّد والغنوشي، تمر بمرحلة توتر كبيرة، نتيجة اتهام الأخير بمحاولة القفز على صلاحيات رئيس الجمهورية، وتهميشه، من خلال التحالف مع رئيس الحكومة، وإقصاء الوزراء المقربين من الرئيس.

Email