سوريا على شفير فقدان التصنيع المحلّي للأدوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أزمة أدوية من المتوقع أن تعصف بسوريا في حال امتنعت الحكومة عن رفع الأسعار، هذا ما أكده صاحب أحد معامل الأدوية، موضحاً أنه يجب تسعير منتجات الصناعات الدوائية بالاعتماد على نشرة أسعار البنك المركزي الذي رفع سعر صرف الدولار المخصص لتمويل مستوردات الصناعات الدوائية من 1256 إلى 2550 ليرة للدولار الواحد. وتابع صاحب المعمل إن سعر 80% من الأصناف الدوائية ما زال يتراوح بين 300 وألف ليرة، أي أن الأسعار أرخص من أي مكان في العالم، موضحاً أن الصناعيين سيستمرون بالإنتاج حتى تنتهي المواد الأولية لديهم، مشيراً إلى أن 20% من الأصناف الدوائية فُقدت بالفعل منذ أن رفع سعر الصرف، والرقم مرشح لبلوغ الـ70% خلال شهر أو شهرين. تعتمد معامل الأدوية في إنتاجها على مواد مستوردة من الصين والهند بالإضافة لمعامل أوروبية، وكان يسمح لهذه المعامل بالاستيراد بسعر صرف الدولار 1256 ليرة سورية للدولار.

خسائر كبيرة

يشرح رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية، د. رشيد الفيصل، أن المعامل تتكبّد خسائركبيرة، ما يجعل رفع سعر الدواء حاجة ليس فقط بسبب المواد الأولية الدوائية المستوردة، بل لأن الصناعة الدوائية كاملة فيها استيرادات أخرى، من علبة الكرتون إلى ورقة النشرة والتغليف الداخلي، وكل ذلك يتم استيراده ودفع ثمنه بالقطع الأجنبي فضلاً عن تكاليف الجانب التشغيلي، المرتبط بالقطع التبديلية والآلات وصيانتها والمخابر الدوائية التي تفحص كل المواد الواردة مسبقاً قبل تصنيعها والمواد المنتجة، للتأكد من جودتها ودقتها وهي ذات كلفة عالية جداً. ويؤكد الفيصل على أن المطلوب من وزارة الصحة رفع سعر كل الأدوية 100%، ويقول: «مع هذه الزيادة، ستبقى بعض الأدوية خاسرة، خصوصاً وأن سعر المواد الأولية من بلاد المنشأ وأجور الشحن، جميعها ارتفعت بنسبة الضعف خلال الفترة الأخيرة على خلفية الأزمة الاقتصادية التي خلّفها فيروس كورونا». أم فادي هالة الموصلي إحدى المصابات بمرض السكري، تقول إنها عانت الكثير في بداية أزمة كورونا من نقص الأدوية، إذ كانت تجول معظم صيدليات دمشق من أجل الحصول على الإنسولين، فيما توقف الدواء أكثر من مرة ما عرّضها للخطر. وتضيف إن هذه الأزمة ربما ليست قضية رأي عام لكنها تمس شريحة واسعة من المرضى والبشر، ففي وقت تعاني سوريا من أزمات سياسية واقتصادية، تبقى أزمة الدواء الهم الأكبر الآن لشريحة واسعة من السوريين.

وفي أحد أرياف دير الزور الشرقية، يؤكد الحاج محمد الهواش أنه منذ فترة بعيدة وهو يعمل على جلب الأدوية من دمشق التي تبعد ما يقارب 700 كيلومتر عن محل إقامته في بلدة غرانيج. يقول الحاج وهو أب لمريضين الأول مصاب بالصرع، والثاني في المستوى الثاني من مرض السكري، إنه يرسل شهرياً إلى أحد الأصدقاء في دمشق من أجل أن يرسل له كمية من الدواء لابنيه، لكن في معظم الأحيان يتأخر وصول الأدوية.

Email