تفاهمات واشنطن والفلسطينيين..هل تعبّد طريق المسار السياسي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في آخر اتصالات بينهما، والتي سبقت تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، نجح الجانبان الأمريكي والفلسطيني، في تشكيل فريق عمل مشترك، يقوده نائب وزير الخارجية الأمريكي، هادي عمرو، ويضم عضو اللجنة المركزية، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، ومهمته تعبيد الطريق لعودة المسار السياسي، كنتيجة متوقعة للقاءات التي اتفق الفريقان على ضرورة عقدها بصورة دائمة. وتوصّل الطرفان الأمريكي والفلسطيني، مؤخّراً إلى قناعة أهمية إعادة صياغة العلاقة بينهما، بعد إجراء عمليات الترميم اللازمة للاتفاقيات المبرمة، لاسيّما فيما يتعلق ببسط السيادة الفلسطينية على المناطق المصنفة «أ»، ومنع الجيش الإسرائيلي من دخولها، فضلاً عن توسيع رقعة سيطرة السلطة الفلسطينية في مناطق «ب»، تمهيداً لنقلها بالكامل إلى السيطرة الفلسطينية، وهذه المناطق مجتمعة، تشكل ما نسبته 40 في المئة من مساحة الضفة الغربية. ونصّت الاتفاقيات كذلك على عودة الشرطة الفلسطينية للعمل على المعابر، وإنعاش عمل اللجان المشتركة طبقاً للاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والمدنية وغيرها.

ووفقاً لكبار مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإن هذه التفاهمات أفضت إلى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن ورام الله، بما يشمل كل المستويات، وفي المقدمة منها إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، التي كان أغلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ويرجّح مراقبون، أن تثمر هذه التفاهمات عن إطلاق العملية الدبلوماسية المتوقفة منذ أكثر من عشر سنوات بين الفلسطينيين وإسرائيل، طبقاً للمقترح الأمريكي ووفقاً للرؤية الدولية، لاسيّما بعد تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل تعد الإدارة الأمريكية لإجراء اتصالات معها، لحملها على دعم جهود المسار السياسي، وإعادة صياغة العلاقة الإسرائيلية مع الفلسطينيين.

ولم يستبعد الكاتب والمحلّل السياسي، طلال عوكل، أن تحاول الإدارة الأمريكية جر وتطويع حركة حماس للانخراط في العملية السياسية، مبيناً أن سياسة احتوائها واردة، وإن لم تصل إلى المستوى الذي تريده واشنطن. بدوره، يتفق المحلل السياسي، عصمت منصور، مع ما ذهب إليه عوكل، مضيفاً أن حماس تتطلع لفتح المعابر وإعادة الإعمار ، مشيراً إلى أنّ تقاطع مصالح العديد من الأطراف، قد يعجّل في تسكين الأزمة والتوصل إلى اتفاق.

Email