الأزمة حول سد النهضة.. هل تحتاج وساطة واشنطن؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أكثر من عام رعت الولايات المتحدة والبنك الدولي مفاوضات سد النهضة التي انتهت بطرح اتفاق أولي بين الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل السد، وقعت عليه القاهرة بالأحرف الأولى، فيما تغيبت إثيوبيا عن جلسة التوقيع، لتدخل الدول الثلاث في جولات مفاوضات تالية لم تنته إلى اتفاق حتى اللحظة، فيما لا تزال التساؤلات قائمة حول مدى التأثير الأمريكي في الملف مع تعقد الأزمة، ومدى إمكانية التعويل على دور أمريكي حاسم.

ويشير مستشار وزير الري الأسبق خبير المياه الدولي، ضياء الدين القوصي، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أنّ تدخّل الولايات المتحدة في الملف لم يكن ناجحاً في المرة السابقة، بعد تغيب إثيوبيا عن جلسة توقيع الاتفاق، الأمر الذي أحرج أمريكا بشكل كبير حينها، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة يمكنها ممارسة الضغوط على إثيوبيا: مردفاً: «الوضع الراهن لا يمكن تقبله، ولا يمكن لمصر والسودان قبول الأمر الواقع».

وأوضح القوصي، أنّ المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بعد 10 سنوات، وأنّ أي وسيط عادل ومنصف يستطيع تفهم الأمر، وأن يقوم بدور لإنجاز اتفاق مع ضرورة توافر حسن النية والرغبة في الوصول لاتفاق، مبيناً أنّ «الوسيط الذي تتمسك به إثيوبيا لم ينجح في التوصل لصيغة للتوافق على مدار الفترة الماضية وبعد جولات عدة».

بدوره، يشكك المحلل السياسي السوداني، كمال كرار، في إمكانية نجاح واشنطن في دفع الأطراف للتوصل إلى اتفاق ملزم، محملاً المسؤولية للجانب الإثيوبي الرافض لأي تدخل خارج إطار الاتحاد الأفريقي، وهو ما يقطع الطريق أمام أية وساطات أخرى بما في ذلك الوساطة الأمريكية. ويشير كرار في تصريحات لـ «البيان»، إلى أنّ الحل الأنسب يتمثّل في وضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته، وإحالة الملف برمته إليه لاتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات من واقع دوره ومهامه الرئيسية في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين، وحتى لا يحدث تصعيد أكبر في الفترة المقبلة.

إلى ذلك، يعتقد أستاذ الموارد المائية والري بالقاهرة د. عباس شراقي، أنّ الولايات المتحدة بمقدورها حسم الملف في فترة وجيزة، مشيراً إلى اهتمام واشنطن بتجنب التصعيد في المنطقة. ويلفت شراقي، إلى أهمية التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين من جانب مصر والسودان لدعم موقفهما العادل في ملف أزمة سد النهضة.

كلمات دالة:
  • الولايات المتحدة،
  • البنك الدولي،
  • وساطة،
  • الموارد المائية،
  • سد النهضة
Email