قصة خبرية

سوريا... طالبة طب تقود «ميكروباص» لنقل الركاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين قرى السويداء جنوب سوريا، لن يكون غريباً أن تصادف شابة في العشرينيات وهي تقود «ميكرو باص» تنقل الركاب فيه بين القرى المختلفة، بل الأمر تطور أكثر بعدما تسلمت هذه الشابة خط نقل في سويداء المدينة، وباتت تزاحم الرجال على هذه المهنة التي بقيت لسنوات طويلة مقتصرة على الذكور فقط.

قوة ومهارة

تقول أليسار عبدالخالق، إنها بدأت بتعلم القيادة من عمر الـ13 سنة، إذ علمها والدها في ذلك الوقت واستمرت بممارسة القيادة لفترة حتى أتقنتها، وطلبت من والدها صاحب الميكروباص أن يسمح لها بتسلمه كي تخفف عنه الأعباء وتريحه في أيام الضغط، ولثقته بمهارتها وقوة شخصيتها وافق على طلبها واقتصر عملها في البداية على المناطق القريبة من قريتها، ولكنها أخيراً بدأت تمارس المهنة كبقية المحترفين ولم يعد فقط الأمر مجرد هواية.

دعم أسري

توضح أليسار بأنه لا يوجد شيء يمنع من ممارستها هذه المهنة، وهي مع دخول النساء لكافة المجالات، طالما أنها لا تتعارض مع القيم والمبادئ العامة في مجتمعنا، ولا تنكر دور أسرتها الكبير في تنمية شخصيتها منذ صغرها، ومنحها الثقة، حتى أصبحت قادرة على دخول مختلف الأوساط دون أي قلق، وعن رأي الركاب تقول بأن الجميع أبدوا تقبلهم للأمر وشجعوها خاصة وأن نسبة كبيرة منهم اعتادوا عليها وهي تقود في قريتها، وتنفي وجود تعليقات سلبية قللت من طموحها وهمتها، ولا تنكر أن المهنة كبقية المهن تحمل مشقة وتعباً لكنها مصرة على الاستمرار.

واللافت في تجربة أليسار بأنها طالبة جامعية تدرس في كلية الطب البشري بالسنة الثالثة، وهي تقضي ساعات طويلة بين الكتب العلمية والمخابر في جامعتها، كما أنها التحقت مؤخراً بكلية الإعلام لتحقق حلمها بدخول هذا المجال، ولكن رغم ذلك تجد الوقت لممارسة مهنة قيادة الميكروباص، وعن قدرتها على التوفيق بين هذه الاختصاصات المختلفة تؤكد بأن الإنسان بالتنظيم وإدارة الوقت يمكنه أن يحقق الكثير، وعن دراستها للطب أكدت بأنها تحب هذا المجال واختارته بسبب علاماتها المرتفعة بالثانوية العامة، دون أن يمنع ذلك من استمرار عشقها للإعلام الذي قررت دخوله أيضاً من خلال دراسته بشكل أكاديمي.

Email