منى.. فتاة فلسطينية تتحدى «قصر القامة» بالإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

بملامح طفولية بريئة، تخفي وراءها حماساً منقطع النظير، وحساً فنياً مرهفاً، وبروح شغوفة محبة للحياة، استطاعت منى الحاج أحمد (29 عاماً) من بلدة عرابة غرب مدينة جنين في الضفة الغربية، أن تثبت للجميع أن إعاقتها لم تكن يوماً حاجزاً أو عائقاً أمام طريق الإبداع والنجاح، وأنها قادرة على تحدي الصعاب، وكان هذا جلياً في أكثر من قصة نجاح حققتها في مجتمعها. 

تعاني منى منذ الولادة من إعاقة حركية «قُصر قامة»، أو ما يعرف لدى البعض باسم «التقزم»، كانت أسرتها بمثابة الحاضنة الأولى الداعمة لها، احتضنوها وساندوها لتجتاز حاجز الخوف، وزرعوا فيها بذرة التميز والإبداع، ورووها بحبهم وعطفهم حتى أثمرت نجاحات وتميز. 

تقول منى لـ«البيان» إن «فرصة الحصول على ملابس تناسب الطبيعة الجسمانية التي ميزني الله بها عن غيري، كانت ضعيفة بل معدومة، فملابس طوال القامة كبيرة الحجم جداً بالنسبة لي، وملابس الأطفال لا تليق بعمري برسوماتها الكرتونية، من هنا بدأتُ أبحثُ عن الحل، فاتجهت لدراسة تصميم الأزياء وخاصة للأشخاص قصار القامة، وشغفي بالفن والرسم ساعدني على النجاح بهذا المجال، فبدأت في تصاميم متواضعة، وبسيطة، حتى غدوت اليوم قادرةً على تصميم ملابسي بشكل كلي وبالحجم الذي يناسبني أيضاً». 

حب وشغف 

تُعبّر منى عن مدَى سعادتها بتعلمها أشياءً تستطيع أن تُبدع فيها، وتستحوذ على إعجاب الجميع، من خلال مشروع خاص يتمثل بصنع الهدايا للمناسبات بطريقة فنية وجذابة، من خلال إعادة تدوير خامات بسيطة تقسمها لأجزاء صغيرة، وتصنع منها بكل حب أشكالاً فنية جميلة، صار مصدر دخل رئيسي لها من خلال متجر إلكتروني على صفحة فيسبوك، أطلقت عليه اسم «كمشة حب لتوزيعات الأفراح والمناسبات»، حسبما تقول.

وتلفت منى في معرض حديثها لـ«البيان» إلى أنها تشغل مناصب متعددة في الحقل الوظيفي، فإلى جانب عملها كمنسقة للمتطوعين في نادي جنين الرياضي، فهي تعمل أيضاً منسقة أنشطة ومدربة في جمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الإعاقة، وتطمح في أن تصبح قريباً مدربة في مجال علم الطاقة العلاجية. 

وتعتبر منى نفسها شخصية متميزة عن الآخرين بثقتها الكبيرة بنفسها، لا مختلفة عنهم بإعاقتها، وتطمح إلى أن تصبح شخصية ملهمة ومؤثرة، من خلال قصة نجاحها على مستوى العالم، ورسالتها للأشخاص الذين لديهم إعاقة أنه لا يوجد مستحيل في الحياة، وبالإرادة القوية وتقبلنا لأنفسنا نحقق أهدافنا.

Email