ليبيا.. إبقاء المرتزقة ونسف الانتخابات رهانات «الإخوان» لتخريب المشهد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تترك جماعة الإخوان من طريق إلّا وسلكته لعرقلة المسار السياسي في ليبيا، وإفشال استحقاق انتخابي اقترب أوانه، ففيما تراهن الجماعة على الوقوف حجر عثرة أمام إجراء الانتخابات الرئاسية المباشرة، عبر السعي لتأجيلها من خلال إثارة نقاط الخلاف بشأن القاعدة الدستورية التي ستحكمها، والدفع بقوة نحو آلية لانتخاب الرئيس عبر البرلمان بدلاً من الاقتراع المباشر من الشعب، والسعي وعبر طرق ملتوية لتوسيع صلاحياته بما يضمن لـ «الإخوان» البقاء في الحكم. 

تعكس ألاعيب «الإخوان»، وفق مراقبين، الحيل التي تستخدمها الجماعة من أجل إجهاض الاستحقاق الانتخابي، المخاوف من الفشل الذريع في الانتخابات، جراء تضاؤل الشعبية الذي لا تخطئه عين، وتآكل ما تبقى من رصيد انتخابي على محدوديته. وعلى الرغم من سعي «الإخوان» الدؤوب للتغلغل وسط فئة الشباب استعداداً لخيار إقامة الانتخابات، يرجّح لكثيرين فشل المخطّط الذي يستند أيضاً على امتلاك الأموال وزرع العناصر في مختلف مؤسسات الدولة، بسبب افتقاد الحاضنة الشعبية، ودعم مقدرتها على الحشد بعد أن بات الكل واعياً بمخططاتها. 

ويشير المراقبون إلى أنّ محاولات الإخوان إفساد الانتخاب المباشر ليست سوى مسعى مكشوف للالتفاف على إرادة الشعب الليبي وحقه الأصيل في انتخاب رئيسه، لافتين إلى أنّ ما تمارسه جماعة الإخوان وحلفاؤها من تيارات التطرّف يندرج في إطار المصالح الحزبية والتوازنات السياسية الأيديولوجية. وفي ظل مساعي «الإخوان» الدؤوبة لاستغلال البرلمان لفرض رئيس، يراهن الكثيرون على تدخّل المجتمع الدولي لتحقيق المصالحة الوطنية المنتظرة وفرض الاستقرار السياسي، عبر إعطاء الشعب الليبي الفرصة لاختيار رئيسه. لا تبدو جماعة «الإخوان» مساعدة لتقبّل اختيار الشعب الليبي في اقتراع مباشر، ولو عبر الضغوط والمساعي لتفجير الأوضاع والعودة إلى مربع الحرب مرة أخرى. 

يراهن «الإخوان» على ملف آخر وهو التمسّك ببقاء المرتزقة والمسلحين الأجانب في البلاد، إذ إنّ خروجهم يحرم التنظيم المتطرّف من أكبر معاول تحقيق مشروعهم غير المعترف بحدود الدولة الوطنية. ووفق المراقبين فإنّ تمسّك «الإخوان» ببقاء المسلحين والمرتزقة يظهر وبشكل لا لبس فيه تحدي التنظيم للقرارات الدولية، والرغبة في تعطيل المسار الدستوري في ليبيا ،عبر لعبة خلط الأوراق والعودة إلى الحرب من جديد ،وهو الخيار الذي يمثّل المسلحون الأجانب والمرتزقة مرتكزه الأول.

ما من سبيل، كما يرى المحللون والمراقبون الليبيون، للسير في طريق بناء الدولة ومؤسساتها الوطنية، سوى بوقوف الداخل الليبي حائط صد منيعاً أمام محاولات «الإخوان» لتدمير التسوية والإجهاز على ما تمّ تحقيقه طوال سنوات، فضلاً عن دور آخر لا يقل أهمية يقع على عاتق المجتمع الدولي بمساعدة الليبيين على الوفاء بالاستحقاقات الدستورية وإفشال محاولات الإخوان العودة بالبلاد إلى مربع الحرب والاقتتال.

Email