استمرار التراشق الكلامي بين عون والحريري.. والراعي يوبّخ سياسيي البلاد

«صرخة استغاثة».. إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لبنان من دون حكومة منذ استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب بعد الانفجار المدمّر في مرفأ بيروت في 4 أغسطس ومقتل المئات، فيما تعجز الطبقة السياسية عن تشكيل حكومة جديدة، في ظل نظام المحاصصة الطائفية وارتباطات الأطراف بحسابات داخلية وجهات خارجية. دياب ناشد أمس الأشقاء والأصدقاء قائلاً: «لبنان في قلب الخطر الشديد فإما أن تنقذوه الآن وقبل فوات الأوان وإلا حينها لا ينفع الندم».

وعلى خط جسر الهوة السياسية كان تدخل البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وأشعل الضوء الأحمر غير مرة، وعبّر أمس مجدداً عن استيائه من هذا العجز، بينما تغرق البلاد أكثر في انهيار مالي. وقال بعد لقائه بالرئيس ميشال عون أمس «ما عندنا رغيف.. ما عندنا دواء.. ما عندنا محروقات.. لم يبق عندنا شيء. ماذا تنتظرون؟»، وفقاً لما نقلت عنه وكالة رويترز.

مسؤولية

وإذا كانت ثمة بارقة أمل في تحقيق انفراجة بعد زيارة الراعي للقصر الرئاسي، قد تكون تبخّرت على حرارة السجال السياسي المستجد بين كل من الحريري وعون اللذين أصدرا بيانين تبادلا فيهما الانتقادات وتحميل المسؤولية عن الأزمة الحكومية. تيار المستقبل، الذي يتزعمه الحريري، حمّل المسؤولية عن الأزمة لفريق عون. وقال، إن «رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر»، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

ووصف بيان التيار عون بأنه «مجرد واجهة لمشروع يرمي إلى إعادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه». وتابع: «من المؤسف، أن يصبح موقع الرئاسة ممسوكاً من قبل حفنة مستشارين، يتناوبون على كسر هيبة الرئاسة وتلغيمها بأفكار واقتراحات وبيانات لا تستوي مع الدور الوطني المولج بها».

هروب

وكان مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية قال، أمس، إن استمرار هروب الحريري من تحمّل مسؤولياته في تأليف حكومة متوازنة وميثاقية تراعي الاختصاص والكفاءة وتحقق المشاركة يشكل إمعاناً في انتهاك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وينم عن رغبة واضحة ومتعمدة في تعطيل عملية تشكيل الحكومة.

ونفى المكتب، في بيان عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن تكون مواقف عون انقضاضاً على اتفاق الطائف، مشيراً إلى أن كل مواقفه وخياراته تستند إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني بكل مندرجاتها. وقال بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رداً على بيان سابق لتيار المستقبل أصدره، أول من أمس،«إن الادعاء دائماً بأن رئيس الجمهورية يحاول من خلال مواقفه الانقضاض على اتفاق الطائف ومفاعيله الدستورية هو قمة الكذب والافتراء وخداع الرأي العام».

وأكد أنّ من يضرب اتفاق «الطائف» هو من يعمل على ضرب الدستور والتلاعب على نصوص واضحة فيه، لافتاً إلى أن الرئيس المكلف يصر على محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقه الطبيعي في احترام الدستور من خلال اللجوء إلى ممارسات تضرب الأعراف والأصول، وابتداع قواعد جديدة في تشكيل الحكومة منتهكاً صراحة التوازن الوطني الذي قام عليه لبنان.

Email