لماذا أرسلت روسيا قاذفاتها الاستراتيجية إلى «حميميم»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار إعلان وزارة الدفاع الروسية إتمام تحديث قاعدتها العسكرية في مطار «حميميم» بمحافظة اللاذقية السورية، وإجراء أول تجربة لهبوط 3 طائرات قاذفة من طراز «تو-22» لمهام تدريبية هناك، تساؤلات كثيرة حول دوافع وأهداف الخطوة الروسية، ومبعث القلق الذي عبرت عنه وسائل إعلام أمريكية، اعتبرت الخطوة بمثابة تهديد محتمل لقوات الناتو في أوروبا، في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو ودول الحلف أحد أكثر فصولها الدراماتيكية.

اتفاقية

وكانت موسكو ودمشق وقعتا في 2015 اتفاقية لنشر طائرات حربية روسية في قاعدة حميميم العسكرية، بناء على طلب من الجانب السوري، تلاه في العام 2017، توقيع بروتوكول إضافي للاتفاقية المبرمة مسبقاً، يحدد شروط التعاون بين البلدين، والاتفاق على أن تمد روسيا ولايتها القضائية إلى مواقع المجموعة الجوية، بحيث تشمل الأفراد الروس العاملين فيها، اتفق الطرفان على أن الاتفاقية ستكون سارية لمدة 49 عاماً، وتجدد تلقائياً لفترات لاحقة، مدتها 25 عاماً، إذا لم يقرر أي من الطرفين إنهاءها، وهي خطوة لم تلق ترحيباً من واشنطن والناتو، ورأت فيها نية روسية، للحفاظ على حضور ملموس وجدي لها في الشرق الأوسط.

وعملياتياً، استخدمت قاعدة حميميم بشكل نشط في العمليات العسكرية الروسية ضد الجماعات المسلحة في سوريا، شاركت فيها قاذفات ومقاتلات وطائرات هليكوبتر حربية من طراز Mi-24 و Mi-8 وطائرات استطلاع بدون طيار، في حين أن القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى كانت تنطلق من مطارات موزدوك وإنجلز وليس من الأراضي السورية.

ويعتبر الخبير العسكري المعروف ورئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني إيغور كوروتشينكو أن روسيا ستتمكن من القيام بمهام قتالية في البحر الأبيض المتوسط، ومناطق أخرى لوقف التهديدات على الحدود بعيدة المدى بعد نشر قاذفاتها بعيدة المدى في حميميم.

ردع

أما بالنسبة لقوات الفضاء الروسية، فيؤكد كوروتشينكو أن القاعدة ذات أهمية رئيسية، لأنها تتيح لها القيام بمهام قتالية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا والشرق الأوسط، وأن نشر طائرات ثقيلة في حميميم ستمنع توجيه ضربات ضد الأراضي الروسية من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بأكمله وشمال أفريقيا، والشرق الأدنى، وستصبح عاملاً رئيسياً للردع العسكري والسياسي.

كما توقع الخبير أن يعطي تحديث المدرج مساحة أكبر للمناورة للطيران العسكري الروسي، ويلغي الحاجة إلى مطالبة دولة ثالثة بتوفير مطارات أقرب، متابعاً: إن التهديد الرئيسي لروسيا في البحر الأبيض المتوسط هو مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية، في حين أن نشر عدد كبير من قاذفات توبوليف 22 في حميميم سيساعد على مواجهة هذا التحدي.

Email