حديقة في نابلس مأوى للحيوانات الضالة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بأيدٍ حانية، يمسح الفلسطيني أسامة حمادنة، على ظهر حمار يحظى برعاية خاصة، بعد إجراء عملية تركيب طرف صناعي له، تكللت بالنجاح، بعد أن تعرض لحادث دهس، أدى إلى بتر أحد أطرافه، ذات يوم أنهكه التعب والمرض، ولم يعد قادراً على خدمة صاحبه، فأطلق سراحه، وكان مصيره التشرد في الشوارع.

عشرات، بل مئات من الحيوانات البريئة، كان مصيرها التشرد في الشوارع، ومواجهة المرض والقسوة من الآخرين، إلا أن الرحمة في قلوب بعض الناس، جعلتهم يتجهون إلى حمايتها، ووضعها في ملاجئ خاصه بالرفق بالحيوان.

ففي عام 2014، بادر أحد مغتربي نابلس في الولايات المتحدة، ويدعى معد أبو غزالة، لافتتاح حديقة الطبيعة لرعاية الحيوانات في بلدة عصيرة الشمالية، قرب نابلس شمالي الضفة الغربية، بإدارة أسامة حمادنة.

يقول حمادنة لـ«البيان»: «يهدف المشروع بالأساس، لتعزيز مفهوم الرفق بالحيوان، ولحماية الحيوانات من البقاء في الطبيعة، ليس للخطر الذي تشكله، وإنما لتعرضها لاعتداءات متكررة، وتضم الحديقة أكثر من 30 كلباً، و14 حماراً، أغلبها مصابة، وتم علاجها في الحديقة، بالإضافة إلى أن هناك كلاباً تلجأ إلى الحديقة، للبحث عن الطعام، ويتم تقديم كل ما يلزم لها داخل الحديقة، ولا تقتصر الحديقة على الحيوانات الموجودة في قرية عصيرة، أو مدينة نابلس، فالحديقة تضم حيوانات من مختلف محافظات الضفة الغربية، نتلقى اتصالات من كافة مدن الضفة، لإبلاغنا عن حيوانات مشردة، فنقوم بإحضارها وعلاجها وإطعامها، فالحديقة تقدم لهذه الحيوانات الخدمة العلاجية، بكافة أنواعها، عدا عن توفير الطعام اللازم والمخصص للحيوانات».

ولفت حمادنة، إلى أنه يتم التعامل مع الحيوانات لحظة وصول الحديقة حسب الحالة، حيث تقسم الحديقة إلى عدة أقسام، ويتم توزيع الحيوانات عليها تبعاً لحالتها، فمنها تكون كلاباً صغيرة، يتم حجزها لعمر معين، ومنها مصابة ومتعرضة لاعتداء من البشر، تبقى تعاني من الخوف من البشر، ويتم التعامل معها وملاءمتها نفسياً، للعيش مع غيرها من الحيوانات وتقبّل البشر. ويضيف، بعض الحيوانات كانت مصابة، بعضها تعرضت لحوادث سير، وبعضها تعرض لبتر في الأرجل، وبعضها كسور في مناطق مختلفة من الجسم، وجميعها قدمنا لها العلاج اللازم، من توفير الدواء، وإجراء العمليات الجراحية، وبعضها قمنا بتركيب أطراف صناعية لها. ونوه بأن عملية الترويج للحديقة في الدول الأوروبية، تتجلى في موسم الزيتون، فالحديقة مقامة على مساحات مزروعة بأشجار زيتون، يتم بيع محصولها في الدول الأوروبية، لصالح دعم حيوانات الحديقة.

Email