انتخابات العراق بين سلاح الميليشيات وحزم الحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة في العراق، تتزايد الهواجس من تصاعد موجة الاغتيالات وسطوة الميليشيات على المشهد، حيث إن توفير البيئة الآمنة للانتخابات من أكثر الأمور حساسية في العملية الانتخابية، نظراً لانتشار السلاح المنفلت دون معالجة حقيقية من قبل الحكومة، وأن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي حريص على كسب رهان إجراء الموعد الانتخابي في كنف من النزاهة والأمن وردع أي محاولة لإرجاع البلاد إلى المربع الأول.

واغتال مسلحون في أحد شوارع قضاء الطارمية بضواحي بغداد الشمالية الناشط في مجال إغاثة العائلات الفقيرة هاشم الحجازي المشهداني، رئيس تجمع شباب القضاء، عضو تحالف عزم من دون معرفة الفاعلين.

وجاء الاغتيال بعد أيام قليلة من اغتيال الناشط في محافظة كربلاء الجنوبية إيهاب الوزني، ووجهت الاتهامات بارتكاب هذه الجريمة إلى عناصر الميليشيات العراقية الموالية لإيران، ما فجّر غضباً شعبياً هناك قام على إثره شبان بإحراق جانب من القنصلية الإيرانية.

صراعات

ويشير محللون إلى أن الصراعات بين القوى السياسية والأحزاب والفصائل والسلاح المنفلت والمال الخارجي أجّج الوضع الأمني، حيث إن هناك جهات لن تسمح بتمرير وجوه جديدة قد لا تتفق مع خطط وطموحات إيران، ويضج الشّارع العراقي بمطالبات تحثّ الأمم المتحدة على إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة ومراقبتها بطريقة نزيهة، لا سيما مع عودة مسلسل الاغتيالات في الآونة الأخيرة، وعلى الكاظمي التحرك للسيطرة على السلاح المنفلت، فلا يمكن إجراء انتخابات نزيهة في ظل سيطرة الميليشيات، وفرض إرادتها بقوة السلاح.

وصادقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق على 44 تحالفاً و267 حزباً، وجميعها أحزاب مرخصة تمتلك شهادات تأسيس، ليبلغ مجموع المرشحين نحو 3523 مرشحاً، منهم 1002 مرشح قدمتهم التحالفات، والأحزاب قدمت 1634 مرشحاً، أما المرشحون المستقلون فعددهم 887 مرشحاً، ومن ضمن العدد الكلي للمرشحين تمت مراعاة الكوتة النسائية بواقع 25%، حيث ثمة 963 مرشحة.

تحذير

في الأثناء، حذرت «هيومن رايتس ووتش» من خطورة استغلال الميليشيات العراقية للانتخابات لترسيخ نفسها بين الطبقة السياسية، ومن أن يؤدي مناخ الخوف، الذي يخلقه تصاعد عمليات الاغتيال للناشطين الداعين للتغيير إلى الحد من مشاركتهم فيها. وقالت: «في حال لم تكن السلطات العراقية قادرة على اتخاذ خطوات عاجلة لوقف عمليات القتل خارج نطاق القضاء هذه، فإن مناخ الخوف الملموس الذي خلقته سيحدّ بشدة من قدرة أولئك، الذين كانوا يدعون إلى التغيير على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر المقبل.

Email