دخان القصف يغطّي على جهود التهدئة في «غزة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن دخان القصف المتبادل غطّى على جهود التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل، فيما اكتسبت التحركات الدبلوماسية الرامية لوقف إطلاق النار قوة دافعة، بعدما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التهدئة، لكن إسرائيل واصلت قصف غزة، بينما استأنفت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ، بعد توقف قصير.

وتوقع مسؤول كبير في حركة حماس، التوصل لتهدئة في غضون بضعة أيام، فيما قالت إسرائيل إنها لن توقف الهجوم إلا بعد تحقيق أهدافها.

وتوقفت الهجمات الصاروخية على إسرائيل لثماني ساعات، أمس، اليوم الحادي عشر من القتال، قبل أن تُستأنف مجدداً على الأحياء القريبة من غزة. وواصلت إسرائيل ضرباتها الجوية في القطاع، قائلة إنها تريد إثناء الحركة عن أي مواجهة في المستقبل، بعد توقف الصراع الحالي.

ويقول مسؤولون بقطاع الصحة في غزة، إنه منذ اندلاع القتال في العاشر من مايو لقي 230 فلسطينياً حتفهم جراء القصف الجوي، بينهم 65 طفلاً و39 امرأة قتلوا، وأصيب أكثر من 1700 آخرين. وذكرت السلطات الإسرائيلية، أنّ عدد القتلى بلغ 12 في إسرائيل، وإن 336 يعالجون من إصابات تعرضوا لها في هجمات صاروخية أثارت الذعر، وجعلت الناس يهرعون إلى المخابئ.

ونفذت إسرائيل أكثر من 12 ضربة جوية على غزة بعد منتصف ليل أمس، منها ضربتان دمرتا منزلين في جنوب القطاع. وقال مسعفون: إن أربعة أشخاص أصيبوا في ضربة جوية على بلدة خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائراته ضربت في ساعة مبكرة، أمس، ما وصفه بأنه «وحدة لتخزين السلاح» في منزل مسؤول بحماس في غزة وكذلك بنية تحتية عسكرية في مقار إقامة قادة آخرين في حماس، ومنها ما يقع في خان يونس. وذكرت إذاعة تديرها حماس، إن امرأة قتلت وأصيب أربعة أطفال في هجوم على خان يونس.

وبدأ الإسرائيليون، الذين يعيشون في مناطق كثيراً ما تستهدفها نيران الصواريخ، عملهم، أمس، من دون دوي صفارات الإنذار المعتاد، لكن بعد هدوء استمر ثماني ساعات، دوت الصفارات مجدداً في جنوب إسرائيل، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر مادية أو بشرية.

 

مساعٍ دبلوماسية

وتكثّفت المساعي الدبلوماسية في محاولة لوقف التصعيد. وقال مصدر أمني مصري: إن الطرفين وافقا من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بعد تدخل وسطاء، وإن كان التفاوض على التفاصيل ما زال جارياً. وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، استمرار القاهرة في مساعيها واتصالاتها المكثفة الرامية لإنهاء التصعيد الحالي بالأراضي الفلسطينية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ، في بيان: إن ذلك جاء خلال استقبال شكري لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومركزية «فتح» عزام الأحمد. ووفق الناطق، أكد شكري استمرار دعم الأشقاء الفلسطينيين تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية.

وسئل وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين في راديو كان الإسرائيلي عما إذا كان وقف إطلاق النار سيبدأ اليوم الجمعة، فقال: «لا، نحن نشهد بكل تأكيد ضغطاً دولياً كبيراً جداً، سننهي العملية عندما نقرر أننا حققنا أهدافنا».

خفض تصعيد

وبعد دعوة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لخفض فوري للتصعيد، وفشل فرنسا في إيصال مشروع قرار ينص على وقف لإطلاق النار إلى التصويت في مجلس الأمن، بسبب عرقلة أمريكية، بدأ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زيارة إلى تل أبيب ورام الله في محاولة للتوصل إلى تهدئة. وعبر ماس في مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، عن تضامنه مع إسرائيل، قائلاً: «ما تقوم به يندرج في إطار حق الدفاع عن النفس».

وأجرى المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط، تشاي يون، مباحثات مع ممثلين فلسطينيين ومصريين بشأن غزة، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، أمس، في بكين، ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بيان أصدرته الوزارة بعد تصريحات تشاو، أن المباحثات تهدف لتسهيل استئناف محادثات السلام على أساس حل الدولتين. وأفاد البيان بأن المبعوث تشاي أكد مجدداً أن الصين تدعم الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة لاستعادة حقوقه القانونية.

تهدئة دائمة

ودافعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس، مجدداً، عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ من غزة. وقالت إن ألمانيا تعمل على الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأضافت في مقابلة مع تلفزيون (دبليو.دي.آر): «نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولهذا من الصواب أن تتخذ إسرائيل إجراءات قوية للغاية، لكننا على الجانب الآخر نريد المساهمة في المحاولات الدبلوماسية، للوصول إلى وضع طويل الأمد ومستدام في المنطقة».

Email