طرابلس تتلمس استعادة الزخم الدبلوماسي بعد سنوات من الجمود

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخوض العاصمة الليبية طرابلس، تحدي العودة الدبلوماسية، تأكيداً على تجاوز أزمة السنوات العشر، وترى في فتح السفارات الأجنبية من جديد مؤشراً على التعافي الأمني.

فضلاً عن عودة حركة الطيران وزيارات رجال الأعمال والمستثمرين التي تعد بالانطلاق في مرحلة إعادة الإعمار. وأكّد السفير المصري لدى ليبيا، محمد ثروت، أن سفارة بلاده في طرابلس ستعود إلى العمل بكامل طاقتها خلال فترة من ثلاثة إلى ستة أشهر، مشيراً إلى أنّ السفارة موجودة الآن، والأطقم تأتي تباعاً.

ولفت ثروت، إلى أنّ مبنى السفارة المصرية في طرابلس تعرض لبعض التخريب خلال السنوات الماضية، وأنّه تمّ التعاقد مع شركة مقاولات لإعادة تأهيله، موضحاً أنّ الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، عندما تفتتح السفارة أبوابها.

شراكة

في الأثناء، كشفت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، عن إعادة فتح مكتبها في طرابلس وعودة رئيس البعثة السفير خوسيه ساباديل للعمل فيه. ونقل بيان للبعثة عن ساباديل قوله فور وصوله: «سنتمكن من العمل بطريقة مباشرة وناجعة أكثر مع السلطات الليبية والمجتمع المدني والشركاء، متحمّس لوجودي هنا مع فريقي بشكل دائم وأتطلع قدماً إلى هذه المرحلة الجديدة للشراكة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي».

دعوات

إلى ذلك، دعت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية، نجلاء المنقوش، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى حض وكالات المنظمة الدولية على العودة إلى ليبيا، معتبرة ألّا داعٍ للعمل عن بعد من تونس، وأنّ من شأن ذلك إرسال إشارة إيجابية قوية من الأمم المتحدة. وشدّدت المنقوش، على أنّ ليبيا بحاجة إلى مزيد من الدعم للمدن النائية.

وأكّدت وزارة الخارجية، أنّ المنقوش ناقشت خلال اتصال مع غوتيريش، تطورات الوضع في ليبيا، لاسيّما فيما يتعلق بتنفيذ بنود خارطة الطريق، ودعم الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وتنفيذ النتائج التي توصلت إليها اللجنة العسكرية المشتركة، والمساعدة في برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإصلاح القطاع الأمني.

وأعربت المنفوش عن تطلّع الحكومة إلى العمل عن كثب مع المبعوث الخاص، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، وفريق البعثة، من أجل الوفاء بجميع الالتزامات المنصوص عليها في خارطة طريق الحوار الليبي وقرارات الأمم المتحدة.

دور أمريكي

على صعيد متصل، أشادت المنقوش، بالإدارة الأمريكية الجديدة والدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في دعم المسار السياسي في ليبيا، مؤكدة ضرورة تنسيق المواقف الدولية تجاه الأزمة الليبية من خلال إنشاء مجموعة استقرار ليبيا برئاسة ليبية.

وشددت المنقوش خلال مؤتمر صحافي مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، على ضرورة دعم الولايات المتحدة للحكومة الليبية من أجل تحقيق أهداف خارطة الطريق.

من جهته، أكّد هود، التزام بلاده ودعمها لما تم إحرازه في ليبيا من تقدم على الصعيد السياسي. وأشارهود إلى هدف الولايات المتحدة هو أن تكون ليبيا مستقرة وموحّدة، بعيدة عن الإرهاب وعن التدخلات الخارجية، وإن بلاده ترفض أي أعمال مسلحة وأي تدخلات في ليبيا مهما كان شكلها، وتدين وجود الجماعات المسلحة.

دعم

أعرب مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، عن دعم الاتحاد لمجهودات السلطات الليبية الانتقالية والمبعوث الأممي لإنجاح الموعد الانتخابي المقرّر 24 ديسمبر المقبل، بشكل يسمح للشعب الليبي بطي صفحة الانقسامات وبناء مؤسسات قوية وديمقراطية مبنية على الوحدة الترابية و تضع حد للتدخلات الأجنبية.

وأكّد المجلس خلال الاجتماع الوزاري، على ضرورة التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك الانسحاب الفوري لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة والالتزام الصارم بحضر تدفق الأسلحة نحو ليبيا.

Email