الحريري: وهبة يمثل محوراً يسعى لتخريب العلاقات مع العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الشلل يمسك بتلابيب المشهد السياسي في لبنان، في ظل غياب أي معطيات من شأنها أن تحمل جديداً ‏في التصدي للجمود الحكومي الماثل، فيما لا تزال تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة، المسيئة لدول الخليج تتفاعل على أكثر من مستوى.

وذلك على ‏وقع معلومات أكدت أنّ تصريح وهبة يهدد بافتعال أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج. ولفت موقف لرئيس الحكومة المكلّف، سعد الحريري، رأى فيه أنّ ‏‏وهبة أضاف مأثرة جديدة لمآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية - العربية، لافتاً الانتباه إلى أنّ تصريحات وهبة تمثّل محوراً معيناً في ‏السلطة، ولا تعني معظم اللبنانيين الذين يتطلّعون لعلاقات متميّزة مع دول الخليج.

في المقابل، لا من أمل في تشكيل حكومة حتى الآن على الأقل، إذ لا تزال الاتصالات السياسية في هذا الشأن مجمدة، فيما آخر التطورات في الملف الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمعنى أنّه ليس من مؤشرات تفيد بإمكانية الاتفاق على تشكيل الحكومة، فيما الانتقال من طرح إلى آخر بات مؤشراً على العبث الذي يعيشه ولا يبدو أنّه سينتهي قريباً.

وفي مستجدات المواقف الدولية تجاه لبنان، برزت الرسالة الإيطالية التي حملتها نائبة ‏وزير الخارجية والتعاون الدولي، مارينا سيريني، وتمحورت بشكل أساس حول التأكيد أمام ‏ميشال عون على ضرورة العمل وفقاً للروزنامة الانتخابيّة المرتقبة 2022، وهو ما رأت فيه أوساط سياسية «رسالة حازمة» تعبّر عن رفض الاتحاد ‏الأوروبي.

والمجتمع الدولي، لأي محاولة من قبل السلطات اللبنانية لتمييع الاستحقاقات ‏الدستورية، لاسيّما وسط تعاظم الهواجس الداخلية والخارجية من محاولة الطبقة السياسية ‏الحاكمة تعطيل الاستحقاق الانتخابي العام المقبل، منعاً لإحداث أي ‏تغيير في موازين القوى النيابية لا يصب في صالح أحزاب الأكثرية الحاكمة الآن.

مقاربة.. وخلاصة

بالتزامن، تردّدت معلومات مفادها، أنّ باريس عادت إلى ‏المربع الأول في مقاربتها للملف اللبناني، ولا سيّما من زاوية التأكيد ‏أنّ المبادرة الفرنسيّة قائمة، لكنها ليست بالشكل الذي كانت عليه في ‏الأشهر الماضية. وتشير المعلومات أيضاً بعدم وجود مبادرات فرنسية مباشرة تجاه لبنان حالياً، ما عدا برنامج الضغوط والعقوبات ‏التي تقرر فرضها على معطلي الحل وتشكيل حكومة في لبنان.

وارتفع منسوب التحذيرات من تداعيات ستكون شديدة القسوة على الطبقة السياسيّة، يوم بدء سريان العقوبات الفرنسية والأوروبية والبريطانية، بالتنسيق مع واشنطن، لأنّها ستكون المرة الأولى التي ستتكامل فيها شبكة تنسيق دولية مترامية لمعاقبة معرقلي تشكيل حكومة الإصلاح التي تشكل مطلباً ثابتاً للمجتمع الدولي. ويرجّح مراقبون، أن يزداد الواقع السياسي في لبنان جموداً خلال الأيام المقبلة، بفعل فرملة باريس مبادرتها من جهة، والتطورات في الملف الفلسطيني.

Email