القصف المتبادل تراجع بالتزامن مع تحركات دبلوماسية لوقف النار

مواجهة غزة - إسرائيل.. هل من هدوء قبل التهدئة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

خفّ بعض الشيء القتال المتبادل عبر الحدود بين إسرائيل وحركة حماس، في ما يبدو صباح أمس، فلم تسجل غزة سقوط ضحايا لأول مرة، منذ بدء الأعمال القتالية يوم العاشر من مايو.

وشن الفلسطينيون هجمات صاروخية أقل، لكن يبدو أن أحداً لم يعبأ بدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، لوقف إطلاق النار، إذ قالت إسرائيل إنها ستستمر، في الوقت الراهن، في الهجوم لتدمير قدرات حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وأعرب بايدن عن تأييده لوقف إطلاق نار خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وشنت إسرائيل ضربات جوية على قطاع غزة واستأنف مقاتلون فلسطينيون إطلاق الصواريخ عبر الحدود، بعد فترة هدوء قصيرة الليلة قبل الماضية، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان «القتال لن يتوقف حتى نصل إلى تهدئة شاملة وطويلة الأمد».

إضراب عام

يأتي هذا متزامناً مع إضراب عام، أمس، في القدس الشرقية وبلدات عربية داخل إسرائيل، وفي الضفة الغربية المحتلة، ونشرت تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل علم فلسطين، وتحث على التضامن «من البحر للنهر».

وأُغلقت الشركات والمصالح الفلسطينية في مختلف أرجاء القدس الشرقية، بما في ذلك المدينة القديمة المسورة وفي مدينة حيفا في شمال إسرائيل، التي يقطنها عرب ويهود. وقال رجاء زعتر منظم الإضراب: إن الإضراب أغلق 90 في المئة من الشركات والأعمال في الأحياء العربية.

وبدت المشاركة في الإضراب في رام الله قوية إذ بدا الطريق السريع من وسط المدينة إلى نقطة تفتيش قلنديا على مدخل القدس، مهجوراً تماماً، وقال محمود جبر (50 عاماً) صاحب متجر بقالة وهو يقف أمام متجره المغلق إنه أغلق متجره مثل غيره تضامناً مع «كل الفلسطينيين» ضد كل «ما يفعلونه معنا كلنا».

طائرة مسيرة

وفيما يشير إلى اتساع نطاق العنف، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت بالرصاص فلسطينياً حاول مهاجمتها ببندقية ومتفجرات بدائية الصنع في الضفة الغربية المحتلة، وأضاف:

إنه أسقط طائرة مسيرة على الحدود مع الأردن، في حين عم الإضراب الشامل الثلاثاء مدن الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة والوسط العربي داخل إسرائيل استجابة لدعوات شعبية ورسمية تضامناً مع قطاع غزة ورفضاً للاحتلال الإسرائيلي.

وأغلقت كل المحال التجارية والقطاعات الخاصة باستثناء المراكز الطبية أبوابها، فيما تعطل الدوام في القطاع التعليمي بمختلف مستوياته، وقالت المتظاهرة في رام الله آية دبور «نحن هنا لرفع صوتنا والوقوف مع الناس في غزة الذين يتعرضون للقصف».

نشاط دبلوماسي

في غضون ذلك، كثف وسطاء من مصر والأمم المتحدة كذلك الجهود الدبلوماسية وستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً لبحث العنف، وحذر مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الاثنين من انتشار العنف.

وأضاف في تصريحات للصحافيين قبل الوصول إلى بروكسل لإجراء محادثات مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي «تقييمي للأمر هو أنكم تخاطرون بزعزعة الاستقرار بشكل أوسع وبسلسلة من التداعيات السلبية إذا استمر القتال»، وأضاف: «ليس من مصلحة أحد الاستمرار في القتال».

وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي مباحثات عبر الفيديو مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، سعياً لوساطة «مع هدف تحقيق وقف إطلاق نار سريع وتجنّب توسع النزاع»، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

وكان ماكرون ناقش الاثنين مع نظيره المصري الموجود في باريس المسألة وأعلن نيّتهما المشتركة طلب مساندة من الأردن لإجراء وساطة في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال ماكرون: إن هذه الوساطة «هي أحد العناصر التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار، الشرط الأساسي لإتاحة توحيد المكونات الفلسطينية وضمان عدم اللجوء إلى العنف».

Email