تقارير «البيان»: لبنان.. بين الحسابات السياسيّة و«الانهيارالشامل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع انتهاء فسْحة عيد الفطر في لبنان، والعودة تالياً إلى الواقع المأزوم على مختلف الصعد وفي كلّ الاتجاهات، لا يزال المشهد الداخلي مثقلاً باختفاء كلّ معالم الجهود والتحرّكات والمساعي السياسيّة، سواء فيما يتصل بملفّ الأزمة الحكوميّة أو فيما يتعلق بالوضع الطارئ على الحدود الجنوبيّة مع إسرائيل أو فيما يتعلق باشتداد الضغوط المعيشيّة والخدماتيّة على اللبنانيين.

وفيما استراحت السياسة في فترات الأعياد، بمعزل عن تعقيدات الأوضاع السياسيّة والأمنيّة وطبيعة الملفّات الشائكة والقضايا العالقة، إلا أنّ الملفّ الأمني بقي في صدارة الاهتمامات، في ضوء تنامي المخاوف من أن يشكّل التوتر الحاصل على الحدود الجنوبيّة عاملاً من عوامل زيادة الأخطار التي تحدق بلبنان. وفي حين لا يزال متعذّراً تقدير مدى هذا التوتر، ارتفع منسوب التحذيرات من أنّ انسداد مسار تأليف الحكومة بات يشكّل «حقْل ألغام»، لن يقلّ تفجّره عن إشعال ما يمكن أن يغدو أسوأ فوضى عرفها لبنان في تاريخه. وهذا المشهد يؤشّر، وفق تأكيد مصادر لـ«البيان»، إلى أنّ البلاد تسير في خطى متسارعة، إمّا نحو تسوية ما، ‏أو مزيد من التأزّم، من دون سقف ولا ضوابط.

فوضى عارمة

أمّا في المقلب الآخر من الصورة، ففوضى عارمة، وسلطة ممعنة في تعنّتها السياسي الخانق، والجميع يتقاذفون كرة المسؤولية، فيما يتسارع العدّ العكسي نحو بلوغ لحظة الانفجار الاجتماعي الكبير، مع ما يعنيه من انتقال البلد إلى أزمة أكبر؛ ليس فقط أزمة حكومة، بل أزمة نظام ودولة أجهزت عليها ذهنية التشفّي، وإدارة البلد بنكايات وكيديّات لم يشهدها لبنان على مرّ تاريخه. وعليه، ارتفع منسوب الخشية من سيناريوهات مرعبة تتهدّد لبنان، وسط حال من الذعر الضمني والعلني من الإنزلاق المتسارع نحو الفوضى الأسوأ. ولعلّ المفارقة الدراماتيكية التي يسقط فيها لبنان برمّته، وفق القراءات المتعدّدة، تتمثل بأن لا معطيات جديدة في الواقع السياسي يمكن الرهان عليها لاجتراح مخرج إنقاذي من الكارثة، بل أنّ ‏كلّ المعطيات تشير إلى الدوران والتخبّط في دوّامة العقم العبثي الذي يحاصر أزمة تشكيل «حكومة المهمّة»، التي يُعوّل عليها لإنقاذ ما تبقّى من وطن ومواطن ودولة من الهلاك. ‏ذلك أنّ إنجاز التأليف يحتاج إلى معجزة، بحسب قول مصادر متابعة لـ«البيان»، إذْ إنّ كلّ ما كان يُعوّل عليه من عوامل قد تساهم في تشكيل الحكومة أصبح في خبر كان، وفق المصادر نفسها، والمعنيّون بالتشكيل كلّ عند مطالبه، فيما حساباتهم السياسيّة المعقّدة تبدو وكأنّها أهمّ من كلّ التدمير الممنهج والإنهيار المستمرّ.

وساطات خجولة

ومع ارتفاع منسوب الكلام على أنّ الواقع اللبناني، في مساره الحالي، لم يعد بعيداً عن الإنهيار الشامل، فيما الأزمة ستبقيه في دوّامةٍ دوريّة من الفوضى، لن يكون من السهل الخروج منها، أشارت أوساط سياسيّة لـ«البيان» إلى أنّ الرأي فيما يشهده لبنان منقسم إلى توجّهين: التوجّه الأول يستبعد تماماً تأليف حكومة، أمّا التوجّه الثاني، فيجزم بأنّ الحكومة ستبصر النور قريباً، لأنّ أحداً في ‏الداخل والخارج لا يريد أن ينزلق لبنان إلى الإنفجار.

Email