ليبيا دعوات المصالحة تطغى.. وإشادات بالإفراج عن سجناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبلت ليبيا أول أيام عيد الفطر المبارك، في أجواء طغت عليها روح التفاؤل والأمل، إذ شهدت المدن أداء الصلاة في الساحات العامة، في ظل إجراءات أمنية مشددة وتطبيق احترازات صحية اقتضتها جائحة كورونا. وأكّد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي والذي أدى صلاة العيد مع أبناء سرت، على ضرورة وحدة التراب الليبي والدفع بملف المصالحة الوطنية وجبر الضرر ومعالجة ملفات النازحين وإعادة الإعمار.

وذلك خلال تلقيه تهاني العيد من أعيان قبائل سرت والمناطق المجاورة، فيما دعا مجلس النواب الليبي في بيان، كل أبناء الشعب لنبذ الفرقة والعفو والتسامح والمصالحة.

بدوره، أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بقرار الإفراج عن 78 سجيناً ممن انتهت مدة محكوميتهم، قائلاً: «في هذه الأيام المباركة تم بحمد الله الإفراج عن 78 سجيناً ممن انتهت المدة المقررة لهم بالسجن، لا يمكن الإبقاء على أي سجين خارج نطاق القانون ولا تتحقق المصالحة إلا بإقامة العدل والامتثال لأحكام القضاء».

يأتي ذلك بعد الإفراج، أول من أمس، عن 78 سجيناً من مؤيدي الجيش الوطني بعد فترات متفاوتة بسجن قاعدة معيتيقة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الردع الخاصة والتي قالت إن عملية الإفراج أتت بناء على الاتفاق السياسي الذي نتج عنه العديد من الاتفاقيات التي من ضمنها وقف إطلاق النار وعمليات تبادل الأسرى والمحتجزين. وأشارت وزيرة العدل، حليمة إبراهيم، إلى أنّ إطلاق سراح المحتجزين يعد اللبنة الأولى للمصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد وستكون هناك مبادرات أخرى مستقبلاً، مضيفة: «سنعمل على بناء دولة القانون واحترام القضاء ولن يكون هناك سجون خارج القانون، ولن يتم سجن أي إنسان إلا في إطاره، وسنواصل العمل على تنفيذ كل الاستحقاقات القادمة وصولاً إلى التسليم السلمي للسلطة».

بناء ثقة

من جهتها، رحّبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، بالإفراج عن السجناء وتبادل 35 أسيراً من كلا الطرفين برعاية اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، مشددة على أهمية مثل هذه الخطوات في دعم جهود إحلال السلام والمصالحة الوطنية والاجتماعية الشاملة في ليبيا. وأشارت اللجنة، إلى أن الإفراج عن السجناء يمثّل إجراء حيوياً ومهماً لبناء الثقة ويسهم في دعم المصالحة الوطنية التي تعزز سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، باعتبارها أساساً ضرورياً لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا. وفيما أعرب نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عن المنطقة الشرقية، عطية القطراني، عن أمله في أن يعم الأمن والسلام كل ربوع ليبيا، وأن تتحقّق المصالحة الوطنية بما يوحّد مؤسسات الدولة، دعا وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، الليبيين إلى اغتنام العيد لتصحيح الأخطاء وتجاوز الخلافات وإعلاء قيم الإيثار والعفو والتسامح والتصالح.

دعوات أممية

في السياق، أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، عن أمله في أن يكون العيد فرصة للمصالحة بين الليبيين، وحضّ جميع المكونات السياسية والاجتماعية في البلاد على نبذ الكراهية وإنهاء الانقسامات من أجل استعادة التعايش بين جميع أطياف المجتمع الليبي وإعادة توحيد البلاد ومؤسساتها. وناشد كوبيش، كل الليبيين والمسؤولين السياسيين والقبليين والمجتمعيين والمؤسسات والسلطات، العمل بما يتفق والتزامهم بالقيم التي يجسدها العيد، قيم الامتنان والرحمة والتسامح وحسن النية، بغية السير بالبلاد نحو السلام والاستقرار والديمقراطية والازدهار. وأشاد بالجهود التي تبذلها مختلف الجهات والتي أفضت إلى إطلاق سراح العشرات من المحتجزين، مطالباً الجميع بذل كل الجهود الممكنة للإفراج عن جميع المحتجزين في جميع أنحاء ليبيا وتعزيز احترام حقوق الإنسان كأساس جوهري لبناء الثقة وإرساء مصالحة وطنية شاملة قائمة على الحقوق والعدالة الانتقالية.

Email