مصادر لـ« البيان»: الحريري يدرس خيارات متعدّدة منها الاعتذار

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أعقاب تجميد المبادرة الفرنسيّة واستبدالها من قِبل باريس بالحزْم والعقوبات، مع استمرار مواقف القوى السياسيّة على حالها، بدءاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لا يزال على موقفه غير القابل للتنازل أو التراجع، مروراً برئيس مجلس النوّاب نبيه برّي المتمسّك بضرورة إنجاز تسوية ما، كشفت مصادر لـ «البيان» أن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، يبحث خيارات متعدّدة، منها إبقاء خيار الاعتذار قائماً أو وارداً.

مؤتمر

وباستثناء الخبر الإعلامي «اليتيم» الذي ورد، ومفاده مؤتمر محتمل للقيادات اللبنانيّة في باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن لا معطيات جديدة جديّة على مسار تشكيل الحكومة، وذلك وسط صورة سوداء عن الوضع الحالي، لكنّها صورة واقعيّة، إذْ إنّ كلّ شيء يسقط وينهار أمام أعين المسؤولين، ولا من يتحرّك أو يبادر. فالمبادرة الفرنسيّة، التي شكّلت محور الحياة السياسيّة منذ سبتمبر الفائت، أصبحت من الماضي، والجميع يترقّب الانهيار وينتظر العقوبات الآتية.

تأزّم سياسي

وبعد الفشل الذي أحاط الملفّ الحكومي، والذي امتدّ من باريس، عاصمة المبادرة الفرنسيّة، إلى بيروت، عاصمة التباينات السياسيّة، لا يزال المشهد الداخلي محتقناً بكلّ أسباب وعناصر الشحْن، ولا يزال الحديث عن العقوبات التأديبّيّة لمعطّلي حكومة المبادرة الفرنسيّة في واجهة المشهد السياسي. وبمعنى أدقّ، لا يزال الداخل اللبناني يضجّ بالقراءات، ومفادها أنّ المفتاح الوحيد لفرملة الانهيار يكمن في تأليف الحكومة الجديدة، والتي لا يزال رئيسها المكلّف سعد الحريري متّكئاً في مقاربته على ثلاث نقاط قوّة أساسيّة، بدءاً من كوْن المجتمع الدولي لن يقدّم المساعدات للبنان ما لم تتألف حكومة وفق المعايير المطلوبة، مروراً بشبكة علاقاته الخارجية التي يعمل على تظهيرها وإثباتها في زياراته الخارجية، ووصولاً إلى كوْنه «رجل المرحلة» والأقدر، نسبةً إلى شبكة علاقاته الخارجيّة، على فرملة الانهيار الحاصل.

‏‏ومع ارتفاع منسوب الكلام على أنّ الواقع اللبناني، في مساره الحالي، لم يعد بعيداً عن الانهيار الشامل، فيما الأزمة ستبقيه في دوّامةٍ دوريّة من الفوضى، لن يكون من السهل الخروج منها، فإنّ الرأي في ما يشهده لبنان منقسم إلى توجّهين: التوجّه الأول يستبعد تماماً تأليف حكومة، ويعزو السبب إلى اعتبارات داخلية وخارجية، أمّا التوجّه الثاني، فيجزم بأنّ الحكومة ستبصر النور قريباً.‏

› أزمة لبنان مكبّلة بتأزّم الداخل.. ومعلّقة على عقوبات الخارج

Email