إرجاء الانتخابات يبدد أحلام الفلسطينيين بالتغيير المنشود

طفل يعرض عصائر رمضانية في رام الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألحق إلغاء الانتخابات ضرراً كبيراً بمكانة النظام السياسي الفلسطيني، على المستويين المحلي والدولي، والأوروبي على وجه الخصوص، فظهرت القيادة الفلسطينية غير قادرة على توحيد الحزب الحاكم، ممثلاً بحركة فتح، في خضم السباق الانتخابي، وعاجزة عن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وغير جاهزة لإيجاد برلمان جديد للشعب الفلسطيني.

ويقيناً، فإن الانتخابات الفلسطينية تشكّل قوة سياسية، كان من المفترض أن تنعش الحياة الفلسطينية في شتى المجالات، غير أن هذا الفشل، جعل المجتمع الدولي يسأل: ما دام عجزت السلطة الفلسطينية عن توحيد أطرها القيادية، وتجديد الدم في عروقها، فما عناصر القوة المتوافرة لديها لمطالبة الدول الأوروبية، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

في السنوات الأخيرة، راهنت القيادة الفلسطينية كثيراً على علاقتها بالاتحاد الأوروبي، وخصوصاً بعد أن ساءت علاقتها بالإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، بيد أن هذه العلاقة تعرضت لتصدّعات وأضرار كثيرة، إثر قرار تأجيل الانتخابات، غير أن المبرر من وجهة نظر الدول الأوروبية، التي أصيبت بخيبة أمل كبيرة، وطبقاً لمراقبين، فإن أزمة القيادة الفلسطينية مع أوروبا، قد تستمر فترة طويلة.

وبإرجاء الانتخابات، تبددت أحلام وطموحات الفلسطينيين، بإحداث التغيير المنشود عبر صناديق الاقتراع، بينما عدّ الاتحاد الأوروبي على لسان وزير خارجيته جوزيب بوريل، أن قرار تأجيل الانتخابات أمر مخيب للآمال، مجدداً دعم الاتحاد لانتخابات ديمقراطية شاملة، تشارك فيها كل الأطياف السياسية الفلسطينية.

ويرى مراقبون، أن خطوة القيادة الفلسطينية تأجيل الانتخابات، أضعفت صدقيتها بشكل كبير أمام المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الاتحاد الأوروبي، الملتزم دعمه المالي والسياسي للفلسطينيين، مرجّحين أن تكون البدائل التي تطرحها السلطة الفلسطينية، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية، أصعب من الانتخابات نفسها، باعتبار أن الأسباب التي عوّقت إجراء الانتخابات، هي ذاتها التي ستعوّق تشكيل حكومة وفاق وطني، وهذا من وجهة نظرهم يمس بمكانة السلطة، ويظهر عدم قدرتها على إدارة الأمور، بعد إجهاض العملية الديمقراطية التي انتظرها الفلسطينيون طويلاً.

وطبقاً للمحلل السياسي هاني المصري (المرشح عن قائمة الحرية) التي يرأسها ناصر القدوة ويدعمها مروان البرغوثي، فإن أسباب تأجيل الانتخابات معروفة، وأن القيادة الفلسطينية استخدمت موضوع القدس مبرراً لتأجيلها، مرجّحاً أن يتحول هذا التأجيل إلى إلغاء، وخصوصاً مع استمرار الانقسامات داخل البيت الفتحاوي.

فيما يرى الوزير السابق غسان الخطيب، أنه من الصعب لدى القيادة الفلسطينية تبرير قرارها تأجيل الانتخابات، ولا سيما أن الأسباب التي تدّعي أنها وراء التأجيل كانت معروفة لديها منذ إعلان مرسوم الانتخابات، مبيناً أن الانتخابات مطلب شعبي، ومن المهم إرضاء ضغط الشارع، وخصوصاً لسلطة غير منتخبة، في إشارة إلى انتهاء ولايتها منذ 11 عاماً.

ولفت الخطيب في تصريحات صحافية، إلى أن الخطوة التي أقدمت عليها السلطة، أضعفت صدقيتها إلى حد بعيد، إذ قوبلت بانتقادات محلية ودولية، وهذا يقلل من قدرتها على إدارة الأمور، ويضائل فرصتها في تشكيل حكومة وفاق وطني.

ويسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم الكل الفلسطيني، كي تكون مقبولة دولياً، وتحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، غير أن هذا يصطدم بعراقيل كثيرة، وخصوصاً لجهة بعض المواقف المرفوضة من حركة حماس.

Email