أحداث تشاد تضع ليبيا أمام خيار تسريع توحيد الجيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الأوضاع الأمنية في تشاد تلقي بظلالها على الجنوب الليبي، حيث يعرب عضو المجلس الرئاسي عن إقليم فزان موسى الكوني عن خشيته من أن يؤدي انتصار المعارضة المسلحة في الجارة الجنوبية، إلى دخول تشاد في حالة فوضى تنعكس سلباً على ليبيا. لكن محللين يرون أن هزيمة المتمردين ستشكل بدورها خطراً على الجنوب، حيث سيضطرون للتحصّن فيه من جديد.

الكوني خلال مؤتمر صحافي عقده بطرابلس الأربعاء، أعلن أنه سيتوجه وعدد من أعضاء الحكومة إلى الجنوب للالتقاء بالقيادات العسكرية في المنطقة وذلك استمراراً للعمل الذي بدأه لتوحيد المؤسسة العسكرية.

ويسيطر الجيش الليبي على الجنوب مع وجود بعض الميليشيات التي تتحرك على هامش المشهد، والتي كانت محسوبة على حكومة الوفاق السابقة، وهي في أغلبها ذات طابع قبلي، ومرتبطة بالمتمردين التشاديين الذين كانوا انطلقوا من ليبيا في 11 أبريل الماضي للهجوم على إقليم تيبستي والسيطرة عليه قبل الوصول إلى إقليم كانم الحدودي مع النيجر، حيث قتل الرئيس التشادي إدريس ديبي في 19 أبريل.



توحيد الجيش

الكوني الذي ينتمي إلى إثنية الطوارق في إقليم فزان، يعتبر أن توحيد القوات الليبية بالجنوب، سيساعدها على أن تؤمن الحدود الليبية الجنوبية، وسيؤسس لتوحيد الجيش الليبي، معتبراً أن ليبيا لن تكون في مأمن مما يحدث في تشاد إلا بتوحيد الجيش، مؤكداً «أنجزنا الكثير في ملف توحيد مؤسسات الدولة ونحن بانتظار توحيد المؤسستين العسكرية والمالية».

وكان الكوني شارك في اجتماع ثلاثي الاثنين الماضي في بنغازي، مع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر والمبعوث الأممي يان كوبيتش من دون الإعلان عن فحواه، لكن مصادر عسكرية أكدت أن الأوضاع في الجنوب وتوحيد المؤسسة العسكرية احتلا صدارة الاهتمام فيه.

وبالرغم من إرسال الجيش تعزيزات مهمة إلى الحدود الجنوبية، إلا أن الأوضاع لا تزال هشّة أمام خطر انعكاسات الأزمة التشادية على مناطق الجنوب الشاسعة وذات التضاريس الوعرة التي يستفيد منها المتمردون، ويصعب على القوات العسكرية السيطرة عليها بالكامل.



تنسيق أمني

وكانت ليبيا دخلت مع النيجر والسودان في خطة تنسيق أمني حول الأوضاع في تشاد، نظراً لما يشكله الصراع في هذا البلد من مخاطر أمنية على الدول الثلاث ذات التداخلات العرقية والثقافية والقبلية. وبعد فرار فلول المتمردين إلى إقليم «أغاديز» النيجري خلال الأيام الماضي، دعا المجلس العسكري التشادي دول الساحل ولا سيما النيجر، إلى تنفيذ مختلف الاتفاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين لتسهيل القبض على مجرمي الحرب هؤلاء وتقديمهم للعدالة.

ويشير مراقبون إلى أن السلطات الليبية تراهن بقوة على عدم تمكين المتمردين من التحصن بأراضي ليبيا مجدداً، وهي تجد دعماً دولياً في هذا الاتجاه ولاسيما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

Email