تقارير « البيان»

أزمة لبنان.. لودريان إلى بيروت حاملاً «الإنذار الأخير»

ت + ت - الحجم الطبيعي

على رغم الأهميّة الكبيرة لمعاودة المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحريّة ‏الجنوبيّة، في جولتها الخامسة أمس، والتي كانت عُلّقت في الثاني من ديسمبر الماضي، إلا أنّ زيارة وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت، التي تبدأ مساء اليوم وتستمرّ حتى مساء الغد، احتلّت واجهة المشهد اللبناني، وذلك من بوّابة كوْنها مغلّفة بالغموض والالتباس وحبْس الأنفاس.

وفيما خضع التفاوض البحري، أمس، لجولة جديدة تمّ ترسيمها مسبقاً، لبنانيّاً، عند حدّ التمسّك بالحقوق، فإنّ زيارة رئيس الدبلوماسيّة الفرنسيّة لبيروت ضجّت بالتقديرات اللبنانيّة، والتي أشارت إلى أنّها قد تكون التطوّر ‏الأكثر دقّة وخطورة ومجازفة، على صعيد الدفع بالمبادرة الفرنسيّة التي كان أطلقها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ‏ماكرون، قبل نحو تسعة أشهر، وتحديداً عقب انفجار مرفأ بيروت. وبهذا المعنى، قد يترتّب على نتائج الزيارة مصير مزدوج لتشكيل الحكومة الجديدة، التي لا تزال تصطدم بتعطيل متمادٍ منذ تكليف سعد الحريري في 22 أكتوبر الماضي، وللمبادرة الفرنسيّة نفسها التي تتخبّط بدورها بالحسابات اللبنانيّة والإقليميّة لفرنسا، إلى حدود مقارنة أزمة تشكيل الحكومة بأزمة المبادرة ذاتها.

أمّا جوهر الزيارة، فيتمثل في مسألة العقوبات التقييديّة التي سيأتي لودريان ‏متسلّحاً بها كآخر الدواء، في مواجهة شريحة واسعة من السياسيّين الذين تردّد أنّ باريس حددت أسمائهم، كمتورطين في إعاقة تشكيل الحكومة أو في الفساد. ومن هنا، أشارت مصادر مطّلعة لـ«البيان» إلى أنّ لودريان سيكرّر موقف فرنسا من ضرورة تشكيل ‏الحكومة، وسيشرح للمسؤولين المتّهمين من قبل الجانب الفرنسي بتعطيل تشكيل الحكومة ‏‏أنّ الاستمرار على هذا النهج يعني تعرّضهم إلى عقوبات فرنسيّة.

أجواء وترقّب

ووسط الصورة اللبنانية المتهالكة، تردّدت معلومات مفادها أنّ الحضور الفرنسي المتجدّد في ‏لبنان، عبر زيارة لودريان، ليس معزولاً عن رغبة المجتمع الدولي ببلوغ ‏حلّ للمعضلة اللبنانيّة، كما ليس معزولاً عن الموقف الأمريكي الذي يتقاطع مع الموقف ‏الفرنسي في الحديث عن تشكيل حكومة سريعاً في لبنان، بمهمّة إصلاحيّة، عنوانها الأساس ‏مكافحة الفساد. ومن هنا، طُرِحت تساؤلات جديّة عن مفعول لجوء فرنسا إلى سلاح العقوبات، وما إذا كانت زيارة لودريان لبيروت بمثابة الإنذار الأخير.

Email