تقارير « البيان»

التكافل الاجتماعي سلاح السوريين في الشهر الفضيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل ساعات قليلة من الإفطار، يجتمع عمار الناطور وعدد من المتطوعين لتنظيم وجبات الإفطار التي وصلتهم من بيوت عدة في دمشق ليقوم الفريق بتوزيعها على عائلات فقيرة تقيم في ريف العاصمة. الجميل في المبادرة الجديدة التي حملت اسم «تكسي الإفطار»، أنها لا تقدم وجبات يصنعها متطوعون في مطبخ جماعي كما درجت العادة في الشهر الكريم، بل هي عبارة عن «وجبات» من البيوت، ومن طعام إفطارهم نفسه، ما يُذكر بالأيام الخوالي حينما كانت الجارات يتبادلن «الوجبات»، أو حينما كان أصحاب البيوت المنعمون مادياً يوزعون من طعامهم على البيوت المحتاجة.

يحدثنا عمار الناطور مشرف المبادرة أن نشاطهم بدأ في منطقة صحنايا (في ضواحي العاصمة دمشق)، حيث وزعوا وجبات تبرع بها أحد المتطوعين من داخل دمشق، ويتابع الشاب العشريني بأن الخطة المقررة لعملهم توزيع الوجبات على كل من داريا وصحنايا والكسوة ودويلعة وجرمانا وهي مناطق قريبة من دمشق، ولتنفيذ المهمة تعاون معهم فرق محلية للتوصيل عبر الدراجات أو الموتورات أو السيارات، وعن طريقة التبرع يشرح عمار بأنهم يستقبلون مساهمات المتبرعين عبر رسائل تصل لرقم خاص عبر الواتس آب يخبرهم فيها صاحب التبرع بتخصيص جزء من طعام فطاره لإحدى العائلات ويتفقون على نقطة معينة لتسليم الطعام، في حين يتبرع البعض بالمال أو مكونات الوجبات.

حمص البداية

بدأت الفكرة من حمص بجهود شابة تقيم هناك، ثم اقتبسها شبان في دمشق بالإضافة لفريق عمار وأصدقائه، وعن طريقة اختيار العائلات يشرح عمار بأنهم إما عائلات معروفة من قبلهم بحكم عملهم بالجمعيات والمنظمات، أو عائلات تواصلت معهم فيقوم الفريق بالتأكد من وضعهم.

الشباب تبرعوا بوقتهم وجهدهم من أجل توصيل هذه الوجبات إلى العائلات المحتاجة، ولعل هذه المجموعة نجحت في إيصال أكثر من 300 وجبة يومية، على أمل توسيع هذه المحاولات لتصل إلى ألف عائلة.

كل ما يريده هؤلاء الشباب هو وجود المتبرعين، ومن ثم يكملون مهمة إيصال الوجبات إلى الأسر المحتاجة، حيث وفروا سيارات نقل خاصة بعد أن أصبحت كميات الوجبات تصل إلى الألف.

Email