سد النهضة.. دبلوماسية سودانية مكثفة لتجاوز الأزمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دون يأس واصلت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي جولتها الإقليمية، لتوضيح موقف بلادها، بشأن قضية سد النهضة في ظل التعثر، الذي ظل يصاحب عملية التفاوض بين البلدان الثلاثة، دون التوصل إلى اتفاق مُرضٍ، يكفل لإثيوبيا الاستفادة من مواردها المائية من دون الإضرار بمصالح دولتي المصب السودان ومصر.

واستبقت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي جولتها الأفريقية بلقاءات مكثفة في الخرطوم مع ممثلي البعثات الدبلوماسية بالخرطوم، بجانب قيامها بإطلاع البعثات السودانية بالخارج حول تطورات الموقف، بشأن سد النهضة خصوصاً بعد اتجاه إثيوبيا تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، قبل التوصل إلى اتفاق، يضمن للسودان المعلومات الكفيلة بحماية منشآته المائية على النيل، والحفاظ على حياة مواطنيه على شريط النيل.

وتأتي جولة المسؤولة السودانية، التي شملت كلاً من كينيا ورواندا وأوغندا، في إطار خطة المسارات الأربعة، التي وضعتها الحكومة السودانية، للتعامل مع ملف سد النهضة، إذ يمثل المسار الدبلوماسي أحد أبرز تلك المسارات، التي تتضمن بجانب المسار الدبلوماسي، المسار التفاوضي، المسار الفني، والمسار القانوني، حيث قدمت الوزيرة السودانية شرحاً لقادة تلك الدول لموقف بلادها وجهودها، التي تبذلها من أجل التوصل لاتفاق مقبول لدى كل الأطراف.

رؤية واضحة

ويؤكد المحلل السياسي صلاح المليح لـ«البيان» أهمية الجولة الإقليمية، التي تقوم بها المهدي لشرح الموقف السوداني باعتبار أن اللقاءات المباشرة لها تأثيرها دون غيرها، ومن خلال تلك الزيارات ستتمكن تلك الدول من الاطلاع عن قرب على الموقف السوداني، وذلك من شأنه أيضاً أن يساعد تلك الدول من بناء رؤية واضحة تجاه الملف، لا سيما أن الجانب الإثيوبي سبق له أن قام بمثل هذه الجولات لشرح موقفه. واعتبر المليح أن الدول التي زارتها وزيرة الخارجية السودانية لها تأثير كبير على القرار الأفريقي مثل دول جنوب أفزيفيا والكونغو، التي ترأس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية، وكذلك دولة كينيا ورواندا، وهذا يشير إلى أن هناك نتائج إيجابيه يمكن أن تظهر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن الجولة تؤكد بجلاء حرص السودان على الحلول الأفريقية وبإشراك دول الجوار الإقليمي الأكثر تأثيراً في المنطقة.

ويشير التواصل الدبلوماسي المكثف، الذي يقوده السودان هذه الأيام مع البلدان الأفريقية بحسب مراقبين إلى تمسك السودان بمبدأ الحل الأفريقي لقضايا القارة السمراء، ويُقرأ ذلك في ثنايا ما أدلت به المهدي في كيغالي، ودعوتها للقادة الأفارقة والاتحاد الأفريقي بالضغط على الجانب الإثيوبي، للوصول لاتفاق ملزم بين الأطراف الثلاثة، يفتح الطريق أمام التعاون التنموي، كما أن تأكيد المهدي على أن بلادها تسعى بكل السبل السلمية، لتحقيق مصلحة السودان يحمل إشارة إلى أن بلاده تستبعد الحلول العسكرية لمعالجة القضية.

موقف ثابت

وأكدت المهدي موقف السودان الثابت حول قضية سد النهضة، والتزامه باتفاق إعلان المبادئ وبكل الاتفاقيات، وقالت خلال خطاب للجالية السودانية برواندا: «طالبنا بتوسعة الآلية، برئاسة الاتحاد الأفريقي، لحرصنا على مفاوضات منتجة».

Email