اللاجئون السوريون.. الأزمة في الدنمارك والخوف في حلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حسن العساف المسن السبعيني من أهالي مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، ينتابه القلق والخوف من تداعيات قرار دولة الدنمارك من طرد اللاجئين السوريين. خالد، الإبن الأكبر الذي ترك البلاد مع عائلته وهاجر إلى أوروبا في العام 2015 بات الآن مهدداً بالعودة إلى سوريا بعد القرارات الدنماركية الأخيرة بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم باعتبار أن الحرب انتهت.

سبب مخاوف العم حسن أن عائلة خالد المؤلفة من سبعة أشخاص لا مكان لها في مدينة الباب، فالمنزل تم تدميره منذ العام 2015، ولا يوجد عمل يمكن القيام به، فيما الأسعار لا يمكن أن تطاق في ظل البطالة وقلة الموارد المالية في البلاد عموماً. ينهي عم حسن حديثه بالقول «ما يمشي الحال.. الحياة صعبة».

قصة عودة خالد وأبناء العم حسن الآخرين، بمثابة كابوس يمكن أن تواجهه العائلة وعائلات أخرى، في ظل الدعوات الجدية لإعادة اللاجئين، وهو ما جرى تطبيقه عملياً في الدنمارك التي بدأت بإعلانات في الشوارع تدعو السوريين للعودة إلى بلادهم، الأمر الذي من شأنه أن يحفز المزيد من الدول الأوروبية على القيام بالخطوة نفسها.

هذه الأوضاع في كوبنهاغن، دفعت بالمئات في العاصمة الدنماركية، للمطالبة بوقف سحب الإقامات المؤقتة من اللاجئين السوريين من قبل السلطات الدنماركية، معتبرين أن ذلك يهدد بقاءهم وحياتهم في الدول الأوروبية.

هذه الأجواء المتوترة والمخاوف المتزايدة، جاءت بعد أن سحبت السلطات الدنماركية الإقامة من شخص سوري يدعى أبو ظاهر، الأمر الذي فجر جدل إعادة السوريين إلى بلادهم.

وقد ألقت مسألة إعادة السوريين إلى بلادهم بظلالها على الأوضاع الداخلية في الدنمارك، حيث نشبت خلافات داخل الأوساط السياسية بين من يطالب بإنهاء وجود اللاجئين ومن يرى ضرورة بقائهم إلى حين التوصل إلى حل شامل في سوريا.

وتعيش الدول الأوروبية عموماً، حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والبرلمانات حول مصير مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في ظل تصاعد الأزمة المالية التي تعصف بالعالم جراء جائحة كورونا.

 

Email