استنفار أمني وغرفة طوارئ في ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مصدر عسكري ليبي لـ«البيان» أن القيادة العامة وضعت قواتها بجنوب البلاد في حالة استنفار، لمواجهة أية تحديات أمنية قد تنتج عن الأوضاع في دولة تشاد المجاورة.

وقال المصدر: إن الجيش على أهبة الاستعداد لحماية الحدودية الجنوبية سواء من خلال ألويته العاملة هناك أو من خلال التعزيزات، التي تم إرسالها من وسط وشرق البلاد، إضافة الى سلاح الجو المتمركز في قواعده بإقليم فزان، والذي يقوم بطلعات على مدار اليوم لمراقبة الوضع. 

وأضاف: إن القيادة العامة للجيش تتابع باهتمام كبير تطورات الأوضاع على الحدود الجنوبية، وتضع كل إمكاناتها، للرد على أي هجوم ارتدادي من قبل المتمردين التشاديين، مشيراً إلى أن وجود تنسيق على هذا الصعيد مع دول الجوار الليبي. 

يأتي ذلك، فيما أصدر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قراراً لكل الوحدات العسكرية الموجودة في الجنوب باتخاذ الإجراءات الفورية بتأمين وحماية الحدود الليبية الجنوبية، ودعا إلى أن يتم التعامل مع أي أهداف معادية، مع إبلاغه بتطورات الأوضاع لحظة بلحظة، ومراعاة أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد، للتعامل مع أي طارئ في حينه.

وكان مجلس النواب الليبي، طالب رئيس المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، باتخاذ الإجراءات اللازمة على الحدود مع دولة تشاد، تحسباً لأي تداعيات أمنية أو عمليات نزوح جماعي. 

وأعرب قادة كل من دولة ليبيا وجمهورية السودان وجمهورية النيجر (الخميس) عن قلقهم العميق إزاء الأوضاع، التي تشهدها جمهورية تشاد، وأكدوا في بيان مشترك لهم، عن أشادتهم بالدور المهم للرئيس الراحل إدريس ديبي في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومساهمته في مكافحة الجماعات الإرهابية، داعياً الأشقاء في تشاد إلى تغليب مصلحة البلاد وانتهاج الحوار والتحلي بروح المسؤولية، حفاظاً على الأمن والسلم في المنطقة. 

كما دعا الرؤساء الثلاثة جميع الجهات الفاعلة إلى ممارسة ضبط النفس مجدداً، مع الالتزام بضرورة الحفاظ على وحدة تشاد وسلامة أراضيها، ودعوا في الوقت ذاته إلى إقامة حوار وطني بين الأطراف المختلفة في جمهورية تشاد، بعيداً عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، وطالبوا مجلس السلم والأمن الأفريقي بضرورة عقد جلسة طارئة لاتخاذ خطوات وتدابير، من شأنها تخفيف التوتر والمساهمة في صون وتعزيز السلم والأمن واستقرار المنطقة.

وأجرى المنفي أمس الأربعاء، اتصالين هاتفيين مع رئيس النيجر محمد أبو العزوم، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية ‎السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للبحث في مستجدات الأوضاع في تشاد والتأكيد على أهمية التنسيق الأمني والسياسي بين ليبيا وبلديهما، في ظل التحديات الإقليمية المشتركة. 

إلى ذلك، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة جميع الأطراف إلى التهدئة وعدم تأجيج الصراع في الجارة تشاد، مجدداً التأكيد على رفض أي وجود للقوات الأجنبية داخل ليبيا، واستغلال أراضيها لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية إنها تتابع ببالغ الاهتمام التطورات الجارية في جمهورية تشاد، التي أدت إلى وفاة الرئيس إدريس ديبي وإنها «تتطلع إلى انتقال سلس وسلمي للسلطة دون إراقة دماء، وتأمل من الجالية الليبية الموجودة في تشاد التواصل مع السفارة الليبية في نجامينا، أو السفارة الليبية في جمهورية الكاميرون لتوفير أية مساعدة ممكنة، خلال هذه الأزمة»، معلنة في هذا الصدد عن إنشاء غرفة طوارئ، لمتابعة الوضع عن كثب.

Email