تصريح لبايدن يخلط أوراق الانتخابات الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأيام الأخيرة، خلط تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن لا مانع لدى إدارته من تأجيل الانتخابات الفلسطينية، إذا ما اقتضى الأمر، الأوراق مجدداً في الشارع الفلسطيني، حول إذا ما كان هذا التوجه يتفق مع موقف غير معلن، لأطراف فلسطينية ترغب في تأجيلها.

ووفقاً لمسؤولين فلسطينيين، فإن خيار تأجيل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، بات مطروحاً بقوة على الطاولة، وربما كانت القيادة الفلسطينية بانتظار مباركة أمريكية، وذلك استناداً إلى معلومات رشحت في وقت سابق، عن أن رجلي الأعمال الفلسطينيين، سامر خوري، وبشار العزّة المكلف بنقل الموقف الأمريكي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحثا في واشنطن أواخر الشهر الماضي، إمكانية تأجيل الانتخابات.

الشارع الفلسطيني، ينظر إلى إجراء الانتخابات البرلمانية، على أنها استحقاق شعبي ورسمي طال انتظاره، ولذا فهو ينتظر موقفاً أكثر وضوحاً.

وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية أشارت إلى أنها «لا تعارض» تأجيل الانتخابات إذا ما اقتضت الضرورة ذلك، ولم تدعُ إلى تأجيلها، إلا أن هذا الموقف فسره بعض المراقبين بأن عراقيل عدّة قد تعترض العملية الانتخابية، وربما تبلغ ذروتها مع اقتراب الـ22 من مايو، الموعد المحدد لإجراء الانتخابات.

الرئيس الفلسطيني بدوره، سارع للاتصال بجهات أوروبية ودولية، وأعلن مقربون منه أنه سيلتقي الكتل الانتخابية كافة، والقادة العامّين للفصائل، للخروج بموقف جماعي، وبات تأجيل الانتخابات حاضراً بقوة على أجندته.

وفي حين أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى أن الولايات المتحدة تنظر بإيجابية إلى مشاركة الفلسطينيين في العملية الديمقراطية وانتخاب ممثليهم وتجديد شرعيتهم السياسية، إلا أنه لفت إلى تحديات كبيرة تواجه الانتخابات، كأزمة وباء «كورونا»، والأوضاع الاقتصادية المتردية، إلى جانب التعقيدات السياسية الناتجة عن ازدواجية الحكم لدى الفلسطينيين ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنه يتفهم احتمال تأجيل الانتخابات بعض الوقت، حتى تصبح التحديات المذكورة تحت السيطرة، وفق قوله.

غير أن مراقبين أشاروا إلى أن هناك ما هو أبعد من موضوع «القدس» لتأجيل الانتخابات، فيرى المحلل السياسي هاني المصري (المرشح ضمن قائمة الحرية) التي يتزعمها ناصر القدوة ويدعمها مروان البرغوثي، أن التصدعات الفتحاوية التي طرأت على أبواب الانتخابات، يجب أن تحل في البيت الفتحاوي الداخلي، وليس على حساب العملية الديمقراطية، مشدداً على أن قائمة الحرية ترفض توفير سلّم لتأجيل الانتخابات، بحجة القدس أو غيرها.

ومن المرجح، وفق المعطيات الخيرة، أنه لا انتخابات في مايو المقبل، وأن الإعلان عن تأجيلها أصبح مسألة وقت ليس إلا.

Email