لبنان يترقب اليوم إجراءات أوروبية ضاغطة على المعرقلين

من لقاء الحريري ولافروف في موسكو الجمعة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عكس الحراك الدولي الأخير، في اتّجاه بلوْرة حلّ للأزمة الحكوميّة في لبنان، تحذيراً بأنّ وقت الحلول ينفذ ولا يوجد متّسع منه. كما عكس توجّه المجتمع الدولي إلى مدّ اليد للبنان، والنأي به عن كلّ النقاط المتوتّرة أو المتفجّرة في المنطقة. هذا ما أكّد عليه الغرب، وقُرئ في خلفيّة الحضور الأمريكي، عبر زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكية ديفيد هيل الأسبوع الفائت، وهو الأوّل، في ظلّ إدارة الرئيس جو بايدن، الذي اتّسم بزخْم ورسائل واضحة ومباشرة إلى معطّلي الحياة السياسيّة والحكوميّة في لبنان. وتوازى ذلك مع الحضور الروسي، الذي يمكن وصفه بـ«النوعي»، كذلك مع الحضور الألماني من بوّابة عرْض إعادة إعمار مرفأ بيروت، في حين لا يزال الحراك الفرنسي متواصلاً مع أهل السياسة والقرار في لبنان، وتحديداً منذ إطلاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبادرته الإنقاذيّة في أغسطس الماضي.

إجراءات أوروبية

إلى ذلك، يترقّب الداخل اللبناني ما سيكون عليه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم، والذي يتضمّن على جدول أعماله موضوع الإجراءات الضاغطة التي قد تقرّرها دول الاتحاد، ومن أبرزها إقرار عقوبات على جهات وشخصيّات لبنانيّة لعرقلتها تشكيل الحكومة الجديدة. وبناءً عليه، ارتفع منسوب المخاوف من كوْن لبنان بات كأنّه أمام عدّ عكسيّ، لا سابق له إلا في أزمنة الحرب، لجهة إعادة تموضع الدول من واقعه، في ظلّ استفحال أزمة تشكيل الحكومة الجديدة التي باتت الصلة المحوريّة لتعامل العالم معه.

وفي الانتظار، وبحسب تأكيد مصادر سياسيّة مراقبة لـ«البيان»، فإنّ الواقع اللبناني بات مكشوفاً، والحلّ بات معروفاً، والجواب سيظهّر في الأيام القليلة المقبلة، فيما المجتمع الدولي يقف على عتبة الانتقال إلى مرحلة جديدة في التعاطي مع السلطة السياسيّة ونهجها المتصلّب، بعدما لم تنفع في تبديله الأساليب الدبلوماسيّة والتحذيرات من الأسوأ الآتي. وبالتالي، فإنّ المرحلة الحالية هي مرحلة اختبار لنوايا الجميع، ولحقيقة رغبتهم بتشكيل الحكومة، أو استمرارهم في المناورة واللعب على حافة الهاوية.

وهكذا، لم تبقَ لغة على وجه الأرض إلا وقاربت الملفّ اللبناني «المعقّد» بالنصيحة، وكلّها سعت إلى محاولة إقناع أطراف الصراع الداخلي بنزْع «الصواعق» المهدّدة للاستقرار الداخلي، وإطفاء فتائل التعطيل المانعة تشكيل حكومة، وبالتالي التفاهم على صيغة حكوميّة تنقل البلد من مسار الانفجار إلى مسار الانفراج.

قراءات

وفيما هذا التزخيم الخارجي لا يزال يصطدم بالتعطيل في الداخل، ضجّت القراءات السياسيّة بالإشارة إلى أنّ الأمريكيّين يؤسّسون لاندفاعة أكثر فعالية في مقاربة ملفات لبنان، بعد فترة طويلة من الانكفاء، وإلى أنّ ثمّة رغبة مشتركة بين واشنطن وباريس لبلوْرة حلّ في لبنان، سواء أكان عبر المبادرة الفرنسيّة، التي لا شك أنّها لم تعد بالزخْم الذي كانت عليه في السابق، أو عبر الحراك الأمريكي الأخير الذي له بالتأكيد ما يكمله.

وفي القراءات أيضاً، فإنّ الحراك الدولي الأخير فتح الباب مجدّداً على حركة مشاورات مكثفة على الخطّ الحكومي، إذْ «حشر» المعطّلين في الزاوية، وحصرهم في «مكان واحد»، خصوصاً أنّ كلّ العناوين التي تمّ طرحها، على حافّة ملفّ التأليف، قد اصطدمت كلّها بحائط الفشل على تمريرها، وبحائط الحاجة إلى تشكيل حكومة تقوم بهذه الأمور، إلى جانب ما هو منتظر منها على صعيد المهمّة الأساس الذي ستُشكّل على أساسها الحكومة، وهي الشروع في إجراء الإصلاحات المطلوبة.

Email