المسن «إسماعيل» يُزين الشباب منذ 73 عاماً في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجلس المسن الغزي إسماعيل الخطيب أمام صالون الحلاقة الخاص به وسط سوق فراس، وهو أشهر الأسواق في قطاع غزة، واضعاً يديه على عكازه، يتأمل المارة، في شارع لا يخلو من حركة المواطنين والزبائن من كافة مناطق القطاع، بانتظار وصول زبائنه كل صباح.

جلسة يبدأ فيها الخطيب يومه كل صباح، ومر من أمامه ملايين البشر على مدار سنوات عمله في صالون الحلاقة «كوافير رجالي»، واختلفت الدنيا وتطورت، وما زال يجلس في نفس المكان، منذ النكبة الفلسطينية، ليحافظ على مكانه بين عامة الناس كعميد للحلاقين، وأقدمهم في قطاع غزة.

وعلى الرغم من تقدمه في السن، واعتماده في الحركة والمشي على عكازه، إلا أنه يصر على التواجد بشكل يومي في صالون الحلاقة، ليمارس عمله بشكل طبيعي، بانتظار زبائنه الذين يرفضون التوجه لغيره، أو حتى السماح لأبنائه الذين يساعدونه في العمل أن يحلوا مكان والدهم في التعامل معهم وتزيين شعورهم.

وفي داخل المحل تشتم رائق عبق الماضي من جدرانه المهترئة، ومعداته القديمة، حتى أدوات الحلاقة القديمة مثل أول ماكينة دخلت صالون الحاج إسماعيل «أبو هاني» ما زالت متواجدة داخل الصالون، ويحتفظ بكافة معداته القديمة التي بدأ العمل بها خلال رحلته في الحلاقة حتى الآن.

وعلى جدران الصالون الحاج إسماعيل يافطة كبيرة تم إهداؤها إياها من عموم الحلاقين في قطاع غزة، بتنصيبه «عميد الحلاقين» كأقدم حلاق مسجل في قطاع غزة، ما زال يمارس عمله في هذه المهنة حتى الآن، تحتوي على عدة صور له خلال عمله طوال السنوات الماضية.

ويحتفظ بالماكينة التي بدأ العمل بها بعد احتلال إسرائيل لقطاع غزة عام 1967، حيث تم صناعة ماكينات الحلاقة، وتطورت المهنة بالعمل على الماكينات بدلاً من المشط والمقص، بالإضافة إلى استعمال «موس» لحلاقة الذقن، يتم تجهيزه بعد كل حلقة من جديد من خلال حجر زيت لاستعادة قوته في العمل.

إسماعيل الخطيب لاجئ من قرية كراتيا، تعلم المهنة من والده وأجداده، واستمر فيها حتى هاجر معهم إلى قطاع غزة، وتوجه على الفور برفقة والده إلى سوق فراس، وانطلق للعمل في هذه المهنة مباشرة، وعشق هذه المهنة واستمر فيها وعاش منها.

ومنذ وصول الحاج إسماعيل وأهله إلى قطاع غزة لجأ إلى سوق فراس للعمل كحلاق، وفي البداية كانت المنطقة خالية من المحلات، فخصص لنفسه مكاناً على تل من الرمال، مستخدماً مقص شعر وحجر زيت، ثم قامت وزارة الأوقاف ببناء محلات في المكان، واستأجر الحاج إسماعيل المحل من وزارة الأوقاف، وما زال متواجداً فيه حتى الآن.

ويعتبر الخطيب أقدم حلاق في قطاع غزة، بدأ رحلته في هذه المهنة منذ أن كان في الـ13 من عمره، ليسجل كأقدم حلاق مارس عمله في هذه المهنة طوال 73 عاماً، لم يتغير مكانه ولم يتغيب عن محله، ويعرفه كل سكان قطاع غزة، ويعمل بجانبه في محله ابنه الأكبر هاني، ولديه أسرة مكونة من 60 فرداً من أبنائه وأحفاده.

واختتم حديثه بالقول: «نعمل الآن في هذه المهنة بلا ربح مادي، بسبب انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة، والظروف المعيشية أصبحت سيئة، والزبائن يتجنبون الحلاقة في الصالونات بسبب انتشار الفيروس، وأصبحوا يزينون أنفسهم في بيوتهم بعد شرائهم ماكينات خاصة للحلاقة، وأصبحت شيخاً غير مرغوب بي في العمل».

 

كلمات دالة:
  • إسماعيل الخطيب،
  • صالون الحلاقة،
  • غزة،
  • سوق فراس
Email