رمضان في الزعتري.. الجائحة تفاقم الصعوبات المعيشية للاجئين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش الأسر السورية في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، في شهر رمضان صعوبات مضاعفة، بين توفير متطلبات الإفطار، وبين جائحة كورونا التي تركت بصمة سلبية على أعمال العديد من العاملين في المهن المختلفة، ومع ذلك فإن الأسر تستقبل هذا الشهر المبارك داعية الله عز وجل التخفيف عليهم من وطأة الظروف وتحديات اللجوء التي تطاردهم في كل تفاصيل حياتهم.

المخيم الذي يتكون عدد سكانه مما يقارب 76 ألف لاجئ اكثرهم من الشباب الذين فقدوا أعمالهم، وبات الخروج والدخول إلى المخيم من الأمور الصعبة بسبب الإجراءات المفروضة نتيجة الجائحة، مما اثر بشكل ملحوظ على دخل الأسر، وأصبحوا بشكل أساسي يعتمدون على المخصصات التي تمنحها لهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لشراء المواد الغذائية.

مع العلم أن أكثر من 500 ألف شخص يعيشون تحت خط الفقر، وبأقل من 3 دولارات في اليوم الواحد، بحسب دراسة للمفوضية.

تحديات

اللاجىء يحيى جرادات يقول: «لا نستطيع الفصل بين أوضاغنا المادية وطريقة استقبالنا لشهر رمضان، هنالك اختلاف كيف كنا نعيشه بدرعا وكيف نعيشه الآن، ومع ذلك فإننا دوماً نركز على أطفالنا على أهمية هذا الشهر وكيف نجمعهم على صلاة التراويح والإفطار ضمن أجواء عائلية».

أضاف أبو صلاح: «هنالك صعوبات معيشية وأخرى صحية وأيضاً تعليمية، والجائحة زادت من ظروفنا صعوبة، فعدد كبير من الشباب الذين كانوا يعملون خارج المخيم وتقدر أعدادهم بآلاف اصبحوا الآن عاطلين عن العمل وهذا أثر طبعاً على السوق، فتجد حركة البيع والشراء ضعيفة ومقتصرة فقط على الأساسيات».

وواصل: المال الذي نستطيع جمعه ننفقه على الأولويات من الغذاء والدواء، أيضا نواجه مشكلة انقطاع الكهرباء فهي تأتينا فقط 9 ساعات في اليوم وهذا يتطلب منا الذهاب للسوق يومياً وشراء كميات طعام ليوم واحد، طبعاً السلع في السوق ارتفع سعرها بشكل ملفت ولم نعد قادرين على شراء كل السلع كالدجاج وبعض الخضروات. أبو صلاح لديه زوجتان، وتتكون عائلته من 14 شخصاً من بينهم 8 أطفال ومن بينهم 4 أطفال في يتابعون التعليم عن بعد، يقول: فرص العمل لدينا معدومة والمساعدات المادية لم تعد موجودة، والخروج للعمل بالخارج أيضاً اصبح صعباً.

التكافل

أما أم محمود الحريري فتعلق قائلة: «في هذا الشهر الفضيل نشد أزرنا ببعضنا ونرفع معنويات العائلات من خلال روح التكافل والتعاضد، نستقبل هذا الشهر وظروفنا صعبة بكل تأكيد ومع هذا فإن معظم العائلات تعمل على تزيين «الكارفانات» أوالمنازل المتنقلة، وأيضاً نعمل على دعم الأسر الأشد حاجة وخاصة تلك المصابة بفيروس كورونا والمحجورة منزلياً كونهم لا يستطيعوا العمل أو التنقل لشراء احتياجاتهم، ومن الساعة السادسة مساء يبدأ الحجر وممنوع تنقلنا والأسواق تغلق».

تضيف أم محمود التي تتكون عائلتها من 10 أشخاص إن العائلات أغلبها إما انخفض دخلها أو التغى مصدر الدخل، وهذا انعكس على طريقة معيشتهم، زوجي كان مدرس رياضة في سوريا والآن عمله تعطل نتيجة الجائحة، والمفوضية تمنحنا على كل شخص 10 دنانير كوبون غذائي، والآن مع ارتفاع الأسعار لم نعد نستفيد كثيراً.

Email