تقارير « البيان»

لبنان.. تحذير أمريكي وحراك روسي لتسريع التأليف

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى الأسبوع الماضي في لبنان على مشهدين، مغادرة وكيل وزارة الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، ديفيد هيل، بعد زيارة «وداعية» التي استمرت يوميْن، وعودة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى بيروت بعد زيارة موسكو، فيما تبرز بين المشهدين لاءات ثلاث تحكم التفاصيل، لا تشكيل للحكومة، حيث لا لقاءات ولا اتصالات ولا أفق، لا تجاوب مع المبادرات، حيث لا تلقف ولا تنازل ولا حلحلة، ولا إقرار لتعديل مرسوم الحدود البحرية، حيث لا توقيع ولا دعوة لمجلس الوزراء ولا إقرار للتعديل.

وإلى حين العدول عن السيناريو الثلاثي، وفيما عادت البلاد إلى مناخ الخواء السياسي ودوامة انتظار تحرك ما في شأن تشكيل الحكومة الجديدة، بات في حكم المؤكّد، وفق تأكيد مصادر مُطلعة لـ«البيان»، أنّ العد العكسي لمرحلة انفجار تداعيات الفراغ الحكومي، الذي لا تملأه إطلاقاً حكومة تصريف الأعمال الحالية، يقترب بسرعة من استحقاقات داهمة، لن يكون ممكناً تجاوزها والقفز فوقها أو تخدير البلاد على وقع تداعياتها، والتي باتت تُقاس بالأسابيع وليس الأشهر، فيما لا تلحظ أجندات السلطة الحاكمة والقوى الداخلية أي محطات أو مواعيد أو برامج تختص بالمسارعة لإزالة حقل الألغام الذي يحول دون تشكيل الحكومة رغم كل التحركات الكثيفة، في الشكل التي تدور حول هذا الاستحقاق المشلول.

وما بين المشهديْن اللذين شغلا لبنان، آثر المبعوث الأمريكي، ديفيد هيل، تحديد جدول أولويات زيارته عبر استهلالها بنصيحة «وداعية» تشدّد على أهمية الملف الحكومي بنظر الأمريكيين والمجتمع الدولي، فيما أسدى نصيحة في ملف الترسيم سمعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مفادها تحذير لبنان من تعريض المفاوضات لخطر التوقف وتبديل المسار الذي عُقدت على أساسه الجولات السابقة. ووفق معلومات حصلت عليها «البيان»، كان لهيل موقف واضح وصريح بوجوب استكمال مفاوضات الترسيم من حيث انتهت، وفق القواعد الحدودية عينها التي انطلق التفاوض على أساسها، فيما سيعتبر لبنان راغباً في إفشال المفاوضات حال إصراره تعديل المرسوم الحدودي، وحينها فلينسَ لبنان أي مساعدة أو وساطة من الولايات المتحدة.

تدخّل روسي

وعلى وقْع الأزمة الحكومية، أنهى الرئيس المكلّف سعد الحريري زيارته إلى موسكو بلقاء مع وزير الخارجية سيرغي لافروف. وشدّدت الخارجية الروسية في بيان، على ضرورة الإسراع في تجاوز الأزمة الاقتصادية - الاجتماعية بتأليف حكومة مهمة، تكنوقراط مقتدرة، تحظى بتأييد قوى سياسية أساسية في البلاد.

وعلمت «البيان» من مصادر مطلعة، أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تحركاً روسياً في لبنان، من أجل إيجاد حلحلة، إذ إنّ الحل في لبنان ينعكس إيجاباً على سوريا حيث يكمن الهم الروسي، إلّا أنّ كل ما يتمنّاه الروسي يدركه اللبناني، إذْ يريد الحريري تأليف حكومة بشروطه لا بشروط العهد، ومن خلفه حزب الله، والذي هو ليس بوارد التنازل عن أي من مكتسبات الإمساك بحكومة ما قبل نهاية العهد لتأمين مرحلة ما بعد انتهاء العهد. ويترقب الداخل اللبناني ما سيكون عليه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والذي يتضمن على جدول أعماله موضوع الإجراءات الضاغطة التي قد تقرّرها دول الاتحاد، ومن أبرزها إقرار عقوبات على جهات وشخصيات لبنانية لعرقلتها تشكيل الحكومة الجديدة.

Email