رهان أمريكي على تقليص نفوذ حزب الله في لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثابت في كل جولات المسؤولين الأمريكيين وغيرهم من مسؤولي المجتمع الدولي إلى لبنان وضع الإصلاحات أولاً كشرط لأي حكومة منتجة قادرة على إعادة كسب الثقة، واستعادة الدعم المالي من حول العالم. والفصل في شكل الحكومة، يكون فيها تمثيل ميليشيا حزب الله مرفوض ولو بأي طريقة من الطرق.

قصد وكيل وزارة الخارجيّة الأمريكي للشؤون السياسيّة ديفيد هيل بيروت مجدّداً في زيارة «وداعيّة»، وملأ المشهد السياسي ‏في لبنان، إذْ فرض الملفّان الأشدّ إلحاحاً، تأليف الحكومة وترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل، حضورهما وأخطارهما ودلالاتهما على محادثاته مع المسؤولين والسياسيّين اللبنانيّين.وما بين الزيارتيْن، قد يكون الفارق واحداً في الشكليّات، وهو أنّ هيل جاء في المرّة السابقة تحت إدارة دونالد ترامب، ومن ثم عاد أوّل من أمس تحت إدارة جو بايدن، في زيارة هي الأخيرة قبل تقاعده، إذْ جاء مستطلعاً آخر التطوّرات اللبنانية، قبل رفع تقرير لإدارته.

ذلك أنّ الخلاصات البارزة التي يمكن تسليط الضوء عليها في استقصاء البيان الأوّلي الذي أعلنه هيل، كما في المعلومات والمعطيات المتوافرة عن محادثاته مع المسؤولين والسياسيّين على مدى يوميْن، تعكس ثباتاً في الموقف الأمريكي إلى حدود بعيدة حيال الواقع اللبناني، أقلّه من جهة الموقف المتّصل بالأزمة الحكوميّة، في ظلّ وجود طبقة سياسيّة لم تشرع بعد في الإصلاحات وتوجيه رسالة ضمنية برفض تواجد أي ممثل لحزب الله في الحكومة بعدما أدلى هيل في تصريحاته أنها أسباب مصائب لبنان.

 

ملفّان.. ونصيحتان

وهنا، تجدر الإشارة إلى أنّ هيل شدّد على ضرورة تحلّي الجميع بالمرونة لتشكيل الحكومة، ما يعني، وفق القراءات المتعدّدة، أنّ اللغة المتّبعة من المجتمع الدولي تجاه لبنان، كما الأولوياّت المعروفة حول الإصلاح والحكومة الإصلاحيّة، ليست قابلة للتبدّل، لا مع إدارة أمريكيّة جديدة ولا مع أيّ دولة منخرطة في الاهتمام بإنقاذ لبنان وفق مندرجات المبادرة الفرنسيّة.آثر المبعوث الأمريكي تحديد جدول أولويّات زيارته، عبر استهلالها بنصيحة «وداعيّة» تشدّد على أهميّة الملفّ الحكومي بنظر الأمريكيّين والمجتمع الدولي، فإنّ لموضوع الترسيم الحدودي «نصيحة» أخرى سمعها أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومفادها تحذير لبنان من تعريض المفاوضات لخطر التوقّف وتبديل المسار الذي على أساسه عُقدت الجولات السابقة.

وعليه، ووفق المعلومات التي توافرت لـ«البيان»، كان لهيل موقف واضح وصريح بوجوب استكمال مفاوضات الترسيم من حيث انتهت، وفق القواعد الحدوديّة عينها التي انطلق التفاوض على أساسها. أمّا إذا أصرّ لبنان على تعديل المرسوم الحدودي، فهذا سيعني حكماً أنّ لبنان راغب في إفشال المفاوضات. وعندها، فلينسَ لبنان أيّ مساعدة أو وساطة من الولايات المتحدة.

Email