التسلل الإرهابي يلقي بظلاله على الحدود بين ليبيا وتشاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعادت الأحداث الأخيرة في شمال تشاد لفت الانتباه إلى الجنوب الليبي، الذي تسلل منه متمردون ضد نظام الرئيس إدريس ديبي، للسيطرة على عدد من المواقع في إقليم تيبستي.

وقالت الحكومة التشادية، إن القوات الجوية التابعة لها، تطارد منذ أيام، «مرتزقة تشاديين» تسللوا إلى مناطق شمال البلاد انطلاقاً من الأراضي الليبية.

وقال وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة التشادية، السفير شريف محمد زين في بيان، «إن طوابير عدة من المركبات المدججة بالسلاح من ليبيا، توغلت داخل تشاد، لمهاجمة نقطة الحدود الجمركية في زواركي الأحد الماضي»، مرجعاً السبب في ذلك إلى ضغوط المجتمع الدولي المطالبة برحيل جميع المرتزقة الأجانب مدفوعي الأجر من الفصائل الليبية، لتحقيق الاستقرار في ليبيا».

واعتبر أن قسماً كبيراً من المرتزقة التشاديين، غامر بالدخول إلى العمق، متجاوزين كل الحاميات العسكرية في تيبستي.

أولوية ليبية

وشددت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، في بيان، على أن أمن واستقرار تشاد هو أولوية لدى السلطات الليبية لارتباط الوضع الأمني بين البلدين. وأعربت اللجنة، عن كامل تضامنها مع تشاد في وجه محاولات زعزعة أمنها من قبل مجموعات مسلحة، قامت بمهاجمة مراكز حيوية عدة في شمال تشاد.

وأكدت أن الحرص على متابعة الوضع في تلك المنطقة، واستمرار التواصل والتنسيق مع الجانب التشادي، من أجل تنسيق العمل المشترك، بما يحافظ على استقرار الأوضاع الأمنية في البلدين.

ودعت السلطات الليبية المختصة بأن تكون على أهبة الاستعداد، وأن تعمل على تكثيف الوجود الأمني على الحدود مع تشاد، لمنع أي خروقات قد تضر بأمن واستقرار الجانبين، معربة عن بالغ قلقها من أن تستغل المجموعات المتطرفة هذه الظروف لتنفيذ أنشطتها الإجرامية، مشددة على أن ملف الجنوب الليبي يجب أن يكون أولوية حكومة الوحدة الوطنية.

حاجة ملحة

واعتبرت السفارة الأمريكية في ليبيا، أنّ دخول متمردين مؤخراً إلى تشاد من ليبيا يسلط الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة، لجعل ليبيا موحدة ومستقرة مع سيطرة على حدودها.

وأكدت السفارة في بيان، أنّ الولايات المتحدة ستواصل إشراك أصحاب المصلحة من الليبيين أو من العالم لدعم العملية السياسية، التي ستتوج بانتخابات ديسمبر 2021،ما سيساعد في تعزيز سيادة ليبيا آمنة وخالية من التدخل الأجنبي، من أجل الاستقرار الإقليمي وأمن جيرانها.

ونقل موقع السفارة عن تقارير إعلامية أن هناك تحركاً لمجموعات مسلّحة غير حكومية إلى تشاد من ليبيا، واحتمال مواجهات مع الجيش التشادي. وحذرت واشنطن من السفر إلى هذه المناطق، والمناطق المحيطة بها في شمال تشاد، مع ضرورة ترقب مستجدات الأحدث من السفارة، ووزارة الخارجية الأمريكية.

Email