هيل في بيروت.. زيارة استثنائية في زمن الفراغ السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط الانسداد السياسي الذي قطع الطريق على أيّ أمل وشيك بتشكيل حكومة الإنقاذ المنتظرة، ملأ وكيل وزارة الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، الخبير في الشؤون اللبنانيّة، ديفيد هيل، أمس، المشهد السياسي ‏في لبنان، في ظل اللقاءات الكثيفة التي أجراها، وسيستكملها اليوم، مع المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين، بالإضافة إلى ‏ناشطين في حركة الاحتجاجات المدنيّة.

وتردّدت معلومات مفادها أنّ الموفد الأمريكي حمل معه إلى بيروت رسالة مزدوجة من واشنطن وتل أبيب، تتصل ‏بمفاوضات ترسيم الحدود المجمدة منذ 30 نوفمبر الماضي ‏بطلب أمريكي، استناداً إلى رفض إسرائيل البحث في الاقتراح اللبناني ‏الخاص بالخطّ الجديد للترسيم البحري، فيما يصر لبنان على أن يكون ‏البحث في هذا الخط هو الأساس بعد تجاوزه ما سُمي بـ«خط هوف».

توقيت ومضمون

ومن بوابة زيارته الوداعية لبيروت، فرض الملفان الأشد إلحاحاً، تأليف الحكومة وترسيم الحدود البحرية، حضورهما وأخطارهما ودلالاتهما على محادثات هيل مع المسؤولين اللبنانيين.

وذلك، في ضوء الانسداد الذي لا يزال يواجه الملف الأول، ‏معطوفاً على الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة، وما طرأ على الملف الثاني من خطوات لبنانية جديدة، تمثلت بمرسوم تعديل الحدود البحرية، وبدت كأنها استبقت وصوله إلى بيروت ‏ووضعته وإدارته أمام محك اختبار شديد الجدية والتعقيد والخطورة.

وعلمت «البيان»، أنّ هيل لم يثرْ ملف الترسيم البحري الحدودي من زاوية «تقريرية»، باعتباره يغادر منصبه قريباً، بل تعمد إسداء النصح للمسؤولين اللبنانيين بوجود فرصة سانحة يجب اقتناصها من أجل الإسراع في ‏تشكيل الحكومة.

أمّا في التوقيت، فقد أتت زيارة هيل غداة الحراك الدولي التي لم تنتج حلاً، لكوْن الاستعداد الدولي للمساعدة يرتبط بشروط قاسية لم تتوفّر مقومات تطبيقها والالتزام بها، لا على صعيد الحكومة ولا على الصعد الأخرى. وفي الكواليس يتناسل الكلام عن أنّ الانهيار هو الحل، وبعده يبدأ البحث عن تسوية وإرساء معالم إعادة البناء.

كما أتت غداة الحركة العربية التي حصلت في اتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لحضه على المضي في المسار الذي حدّده رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في عملية تشكيل الحكومة، والتي أدّت إلى نتائج عكسية.

ترقّب

وعليه، فإنّ خبرة هيل الواسعة في الوضع اللبناني جعلت زيارته ‏الوداعيّة، قبل انتهاء مهمّته في منصبه، تتّسم بأهمية بارزة نظراً إلى التوصيات والتوجّهات التي سيتركها لمن ‏سيخلفه.

وتؤكد مصادر، أنّ الإدارة الأمريكية تجري إعادة تقييم لسياستها الخارجيّة. وأنّ جزءاً من زيارة هيل هدفه إعادة التقييم. وبالتالي، لا بد من الحاجة إلى انتظار نتائج هذه الزيارة، لاستشراف المرحلة الأمريكية المقبلة في المنطقة، وانعكاسها على لبنان.

زيارة وداعية

أشارت مصادر سياسية متابعة لـ«البيان» إلى أن زيارة وكيل وزارة الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيل الوداعية لبيروت أتت في سياق تقييم الإدارة الأمريكية للسياسة الخارجية، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، إذْ تعمل الإدارة الأمريكية على إعداد تقرير، من الآن حتى نهاية مايو المقبل، ويُفترض بهيل أن يرفع تقرير زيارته للخارجية الأمريكية، قبل تعيين ويندي شيرمان، المفاوضة الأولى في الاتفاق النووي، بديلاً عنه.

Email