الجائحة تخطف التعليم من أطفال سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين عاد وائل ابن أبو عزام إلى ريف دمشق من أحد المخيمات في ريف إدلب الجنوبي مع عائلته وأخته سوسن التي تكبره بسنتين، كانت الفرحة عارمة بأنه سيدخل المدرسة ويبدأ تعليمه الذي كان من الصعوبة بمكان الحصول عليه في المخيم.

أما سوسن التي توقفت مدة عامين بسبب ظروف العائلة في المخيم، فكانت الحماسة تعلوها وهي تستعد لاستئناف الدراسة وتعويض ما فاتها لتتعلم الكتابة في الحد الأدنى، وأعادت العائلة ترتيب منزلها المدمر، وساهم الجيران ببعض المستلزمات الدراسية، إلا أن الفرحة لم تكتمل لهذه العائلة وانتهى الحماس بالحظر الذي اجتاح كل البلدان إثر جائحة كورونا.

تقول عائلة وائل كانت أحلام وائل بسيطة ولكنها بالنسبة له كبيرة أن يتوجه إلى مقاعد الدراسة ويتلقى التعليم، بينما أخته سوسن التي كانت متفوقة كانت أكثر حماسة لتجميع الحروف وكتابة جملة عربية مفهومة، إلا أن كورونا كانت أسرع إلى تحطيم الأماني والأحلام، والتزمت العائلة المنزل بسبب إجراءات كورونا.

وبالرغم من المحاولات المجهدة للعائلة بتعليم أولادهما إلا أن الأمر كان من الصعوبة تفوق قدرة العائلة على ضبط مسألة التعلم عن بعد بالنظر لعدم قدرتها على شراء أجهزة ذكية وانتهى الفصل الدراسي من دون نتيجة تذكر.

تخشى العائلات في سوريا المتأثرة بتداعيات الحرب على مستقبل أولادها من ناحية التعليم، وترى أن الضوء الوحيد في نهاية النفق هو الحفاظ على تعليم أبنائنا، إلا أن كورونا أجهزت على ما تبقى من الطموحات بتعليم الأبناء.

اقرأ ايضاً

«كورونا» تضرب التعليم

مسؤول في «اليونسكو» لـ «البيان» :التحصيل انخفض لنسبة العُشر

مليونا تلميذ خارج المدارس في اليمن

Email