مفاوضات سد النهضة إلى تعثّر جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشلت محاولة جديدة للتوصل إلى حل في قضية سد النهضة، بين كل من مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى. وقالت وزارة الخارجية المصرية، أمس، إن أحدث جولة مفاوضات التي عُقدت مع إثيوبيا والسودان في كينشاسا، يومي الرابع والخامس من أبريل، انتهت من دون تحقيق تقدم.

وكانت وفود من الدول الثلاث، اجتمعت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أملاً في كسر جمود المفاوضات، بخصوص المشروع الذي تقول إثيوبيا إنه مهم لتنميتها الاقتصادية وتوليد الكهرباء. وتخشى مصر أن يضر السد بإمداداتها من مياه نهر النيل، فيما يشعر السودان بالقلق إزاء سلامة السد، وتدفق المياه عبر السدود ومحطات المياه.

وقبل بدء الاجتماعات، قالت مصر إنها تمثل الفرصة الأخيرة لاستئناف المفاوضات، قبل أن تبدأ إثيوبيا في ملء السد للعام الثاني على التوالي، بعد بدء هطول الأمطار الموسمية هذا الصيف.

واتفق السودان ومصر على اقتراح بإشراك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة في المفاوضات، كإضافة لوسطاء الاتحاد الأفريقي الحاليين. وقالت مصر إن إثيوبيا رفضت الاقتراح خلال الاجتماع، بالإضافة إلى اقتراحات أخرى لاستئناف المفاوضات.

غياب الإرادة

وأضافت مصر في بيان «هذا الموقف يكشف مجدداً عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية». وقالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، للصحافيين، أمس، إن إصرار إثيوبيا على مثل هذه التحركات الأحادية، يمثل انتهاكاً للقانون الدولي. ولم يرد وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، على رسائل نصية ومكالمات تطلب التعليق.

وكانت مصادر دبلوماسية سودانية ومصرية، وصحافيون، أكدوا أن المشاركين في جولة المفاوضات في كنشاسا، اتفقوا على تمديد الاجتماعات ليوم آخر، في أعقاب خلافات بشأن صياغة البيان الختامي المشترك بين الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، وفقاً لقناة «بي بي سي عربية»، وذلك قبل الإعلان الصريح عن الفشل. وأضافت المصادر التي تحدثت للقناة، أن قرار التمديد، جاء بسبب «تمسك مصر والسودان بالدعوة لتوسيع الوساطة، لتشمل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما تمسكت إثيوبيا بوساطة الاتحاد الأفريقي فقط.

فرصة أخيرة

وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت سابق، إن هذه الجولة، تعتبر فرصة أخيرة، يجب أن تقتنصها الدول الثلاث، من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة، وقبل موسم الفيضان المقبل، وأكد أنه إذا توافرت الإرادة السياسية والنوايا الحسنة لدى كل الأطراف، فإنه سيكون من الممكن التوصل لحل للأزمة.وازداد ملف سد النهضة توتراً، مع إعلان إثيوبيا نيتها البدء في المرحلة الثانية من ملء خزان السد في يوليو المقبل، وهو ما تعتبره القاهرة والخرطوم، تهديداً لأمنهما المائي، وترى الخطوة الإثيوبية أحادية.

Email