«إخوان تونس».. في غياهب العزلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاول حركة النهضة الإخوانية في تونس الخداع وفك طوق العزلة التي تعانيها، عبر الحديث عن الحاجة لحوار وطني، ومحاولة التغطية على فشل مشروعها المتطرف، فيما يشير مراقبون إلى أن هزيمة مشروع التطرف في المنطقة والتحولات الإقليمية والدولية زادت من خنق آمال حركة النهضة في الانتشار.

تجد حركة النهضة نفسها أمام مقاومة متعددة الاتجاهات، منها إصرار الاتحاد العام التونسي للشغل، على استثناء حليفها وذراعها «ائتلاف الكرامة» من المشاركة في أي حوار، في ظل محاولات حركة النهضة استباق الحوار بالتشديد على أنها ترفض استقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، الأمر الذي يعني استمرارها في المواجهة المعلنة مع الرئيس قيس سعيد.

ولعل ما يزيد من أزمات «النهضة»، ما تعانيه من عزلة اجتماعية، الأمر الذي جعل أبرز قيادييها رفيق عبد السلام، يدعو أعضاء الحركة إلى الانخراط في حملة تواصل مع الشعب التونسي، ومحاولة يائسة للالتفاف على الشعب وخداعه بالعبارات الرنانة والخطاب المعسول.

ويشير مراقبون، إلى أن دعوة «النهضة»، تأتي جراء تراجع نوايا التصويت لها في مختلف استطلاعات الرأي، وبسبب حالة الغضب الشعبي من سلطة الإخوان ممن يحملهم التونسيون تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واتساع ظاهرة الفساد والاحتكار وغلاء الأسعار وارتفاع مستويات البطالة والفقر والمديونية، مقابل الانتشار الواسع للحزب الدستوري الحر الذي يمثل الإرث السياسي للدولة الوطنية ويواجه حرباً مفتوحة لاستهدافه من قبل تيارات التطرّف.

وفي حيلة أخرى للالتفاف على عزلتها العميقة، نادت الحركة بالمصالحة بينها والنظام السابق، وأنّه خيار كفيل بحل مشاكل تونس المتمثّلة في وجود فراغ في السلطة، على حد قولها، الأمر الذي فسّره مراقبون بأنّه محاولة إخوانية لإيجاد منفذ للتوافق مع الحزب الدستوري الحر وزعيمته، عبير موسى، التي ترفض الاعتراف بـ «الإخوان»، ولا ترى من سبيل للتحالف أو التعاون أو الحوار معهم.

برّرت موسى موقفها من «الإخوان»، بقولها إنّ حزبها كشف الملف القانوني لـ «النهضة» منذ العام 2011، وبرنامجهم السياسي الذي طرحوه والذي لا يمت لبرنامجهم الحقيقي بصلة، بعد أن أخفوا مرجعيتهم وعلاقتهم بالتنظيم الدولي للإخوان، وحصلوا على التأشيرة دون استكمال بقية الوثائق القانونية، محل الملاحقات القضائية، وقبل أن يقدموا ما يفيد سقوط تلك القضايا. ولفتت عبير موسى إلى أنّه وخلال فترة حكم «الإخوان» شهد الشعب التونسي تغلل الإرهاب وأصحاب الأعلام السوداء والاغتيالات السياسية، وعمليات القتل وذبح الجنود والاعتداء على السفارة الأمريكية ودعوات السفر إلى سوريا، فضلاً عن إغراق البلاد بأخطبوط من الأذرع من الجمعيات الداعية لمحاولة تقويض النظام الجمهوري.

Email