«هدية رمضان».. مبادرة حكومية لتخفيف معاناة الليبيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعد الليبيون لاستقبال شهر رمضان المبارك، في ظل تنامي التفاؤل باستقرار الأوضاع الأمنية والسير نحو تطبيق خارطة طريق الحل السياسي، إلّا أنّ ذلك لا يخفي معاناة عدد كبير منهم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الفقر وغلاء الأسعار وانعدام الخدمات. وفي محاولة لمساعدة المحتاجين، قرّر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، تقديم «هدية رمضان» لنحو 200 ألف أسرة، وذلك بعد اجتماع مع وزراء الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والحكم المحلي بالحكومة ومجموعة رجال أعمال.

وقال الناطق باسم الحكومة، محمد حمودة، إنّ مبادرة «هدية رمضان»، تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تمّ إقرارها من أجل تخفيف معاناة الليبيين، لاسيّما الفئات ذات الدخل المحدود، لمساعدتهم ودعمهم في ظل ارتفاع الأسعار وحلول شهر رمضان المبارك.

وأضاف حمودة، أنّ تمويل المبادرة لن يكون من الموازنة العامة، بل من خلال تبرعات رجال الأعمال ونسبة من القابضة للاتصالات وصندوق التضامن، إذ ستسهم هذه الجهات بنحو 100 مليون دينار «22 مليون دولار» ومن الممكن جمع تبرعات إضافية من أطراف أخرى، مشيراً إلى أنّ هذا يعتمد على آلية إدارة صندوق التضامن للمبادرة.

وأثارت «هدية رمضان» جدلاً واسعاً في الأوساط الليبية، إذ قال الناشط السياسي، سليمان البيوضي، إنّ البعض قد يرى مشروع هدية رمضان لا يتماشى مع واقع البلاد، لاسيّما وأنّ الحكومة تطلب ميزانية بمئة مليار دينار، مردفاً: هذه الخطوة إيجابية للغاية وتؤكد نوايا الدبيبة تجاه تحسين ظروف الناس، والأهم أنها فتح للباب الواسع نحو الشراكة والتكافل المجتمعي. ولفت البيوضي، إلى أنّ المجتمع الليبي عاش مآسي إنسانية خلال سنوات الحرب الأمر الذي أوجد طبقة واسعة من المعدمين، مشيراً إلى أنّ التوجه نحو الاعتناء بهم وتحسين ظروفهم يستحق التشجيع.

بدورها، قلّلت الناشطة السياسية، آمال بوقعيقيص، من شأن الانتقادات التي وجهها البعض لمبادرة «هدية رمضان»، بقولهم إنّها لا تعدو أن تساوي ثمن 20 كيلوغراماً من اللحم، مضيفة: «20 كيلوغراماً من اللحم لا تعني شيئاً لمن يأكله يومياً، لكنها تعني الكثير لصائم في رمضان، لدي تحفظ واحد بشأنها، نحن لدينا صندوق التضامن الذي بحكم قانون إنشائه يهتم بالفقراء، الأسر المحتاجة كثيرة، والصندوق لديه أمواله من خارج الميزانية العامة، بل هي في جزء منها نسبة من ضريبة الدخل لكل الليبيين، أرى من الأصوب ذهاب هذه المنحة كهبة من ميزانية الدولة للصندوق على أن تخصص للمستحقين الحقيقيين في شهر رمضان، وقد تكون فرصة جيدة لوضع الصندوق تحت المجهر هو وميزانياته الضخمة وحقيقة قيامه بواجباته، في ظل هذا الفقر المستشري».

Email