تونس.. من حاول الانقلاب على السبسي في أيامه الأخيرة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدلٌ واسع لا يزال يثيره كتاب «جمهوريتان.. تونس واحدة»، والذي يستعرض من خلاله الرئيس المؤقت سابقاً ورئيس البرلمان التونسي السابق محمد الناصر مذكراته، ويسرد فيه تجربته في الحياة والمجتمع والسياسة والعمل الحكومي، وأهم أسباب ودوافع هذا الجدل هو شهادته حول الوضع السياسي الذي زامن ساعات حرجة عرفتها البلاد، وتحديداً في 27 يونيو 2019، أو ما سمي حينها بـ «الخميس الأسود»، عندما شهدت العاصمة التونسية عمليتين إرهابيتين وأصيب رئيس الجمهورية آنذاك الباجي قائد السبسي بوعكة صحية استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري، وراجت شائعات عن وفاته، سرعان ما انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، ووصلت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية. 

يروي الناصر الذي كان آنذاك رئيساً لمجلس نواب الشعب، أنه كان يشكو في تلك الفترة من مشاكل صحية نتيجة ضغوط العمل، وأنه تلقى خبر وقوع عملية إرهابية من أحد أعوان الأمن الرئاسي وتلقى خبر تعرض الرئيس الباجي قايد السبسي لأزمة صحية من وزير الدفاع آنذاك عبد الكريم الزبيدي، والذي دعاه العودة إلى البرلمان في أسرع وقت ممكن فاستجاب للدعوة، مشيراً إلى أنّ معطيات تم تداولها في تلك الأثناء حول إمكانية الانقلاب على السبسي من خلال إعلان الشغور ليتولى رئيس الحكومة يوسف الشاهد منصب رئيس الجمهورية.

ويقول الناصر، إنه وعند عودته للبرلمان لاحظ علامات الاستغراب على وجوه بعض النواب، وطال الحديث منذ ذلك الحين عن محاولة حركة النهضة الانقلاب عليه بصفته رئيس البرلمان. وغطت هذه الإشارات، على مجمل الأحداث في البلاد بما فيها الأزمة السياسية الطاحنة التي تعرفها، وباتت محل جدل واسع في مختلف المنابر. وتشير الناشطة الحقوقية والإعلامية، دليلة مصدق، إلى أنّ وزير الدفاع السابق، عبد الكريم الزبيدي، تصدى لمحاولات نقل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي إلى فرنسا لمواصلة العلاج خلال تدهور حالته الصحية في يونيو 2019، كما منع الزيارات عنه في المستشفى العسكري ما عدا زوجته وابنيه، مضيفة أنّ رئيس الحكومة آنذاك يوسف الشاهد التقى به عنوة، مشيرة إلى أن تلك الفترة شهدت محاولات لإرسال طبيب لمعاينة الحالة الصحية للسبسي خلال تواجده في المستشفى العسكري والخروج بإعلان حالة شغور الرئاسة. 

وأوضحت مصدق، أنّ الزبيدي أبلغها بورود اتصالات من أعلى هرم في السلطة الفرنسية واقتراح نقل الرئيس السبسي لتلقي العلاج في باريس، إلّا أنّ هذا الطلب قوبل بالرفض لأنّ الرئيس كان يحظى بمتابعة طبية فائقة في المستشفى العسكري، مؤكدة أنّ محاولة نقل السبسي إلى فرنسا للعلاج كانت محاولة لإبعاده عن الزبيدي وعن تونس لإعلان الشغور في منصب رئيس الجمهورية.

ورد الزبيدي على حديث مصدق، بالقول إنه لم يفوّض أحداً بالتحدث نيابة عنه، وإن كل تصريح أو موقف يلزم صاحبه، مؤكداً أنّه ليس ممن يتوارون وراء متحدثين باسمه، مردفاً: «قمت بواجبي خلال تعرض الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي للأزمة الصحية في تأمين سير دواليب الدولة، وقطع الطريق أمام المغامرين والمقامرين في كنف الاحترام التام للدستور».

بدوره، أكّد الأمين العام السابق لحركة نداء تونس، سليم الرياحي، صحة محاولة الانقلاب على الرئيس الراحل، مشيراً إلى أنّه وحين اكتشافه محاولة الانقلاب تقدم بدعوى قضائية فأصبح مستهدفاً واختار مغادرة تونس بعد تأليب الشارع ضده.

Email